أشرف عبد الباقي: بدأت التمثيل كهاوٍ.. ومسرح مصر اعتمد على كوميديا الارتجال


احتفى مهرجان VS-Film للأفلام القصيرة جدًا بتجربة الفنان أشرف عبدالباقي، وذلك من خلال الندوة التي أقيمت أمس الإثنين ضمن تكريمه في دورته الثانية من المهرجان، والمقامة حاليًا في مدينة العين السخنة بمحافظة السويس.
بدأ الناقد محمد الروبي الحديث في الندوة بالتأكيد على موهبة أشرف عبدالباقي المتفردة، والتي لفتت اهتمام المخرج الراحل رأفت الميهي عندما شاهده في دور صغير بمسرحية «خشب الورد» عام 1986، ليسند إليه دورًا مهمًا في فيلمه «سيداتي آنساتي» إلى جوار مجموعة من النجوم في مقدمتهم محمود عبدالعزيز، لتبدأ مسيرة طويلة من العمل الجاد، لم تشغله خلالها النجومية التي تذوقها مبكرًا قدر اهتمامه بالمواهب الشابة، والعمل على تقديمها، ومن هنا وصفه بأنه فنان صاحب مشروع يضعه في مكان خاص به.
وأشار الروبي إلى مشروعات عبدالباقي الفنية، ومنها تأسيس فرقة «مسرح مصر»، وإعادة إحياء مسرح الريحاني، وإنتاج مسرحية «جريمة في المعادي» التي أعلن أنها نسخة عربية من عرض للمسرح الإنجليزي، وقدمها بفريقين مختلفين، في تجربة لم يعتدها المسرح المصري من قبل.
وفي مستهل حديثه قال الفنان أشرف عبدالباقي إن علاقته بالنقد الفني بدأت قبل أن يدخل عالم الاحتراف، حيث كان يقرأ للناقد سامي السلموني، ويتابع ما يكتب عن الأفلام التي شاهدها، ويقارن وجهة نظره برؤية الكاتب والناقد الكبير، والتي تعلم منها الكثير.
وأضاف أنه بدأ الفن كهواية، وقدم أكثر من 40 عرضًا على مسارح مراكز الشباب وقصور الثقافة والمسرح الجامعي، قبل أن يلتحق بالدراسات الحرة في المعهد العالي للفنون المسرحية مع أول دفعة له.
وبخفة ظله المعهودة، روى أشرف ذكرياته عن تلك العروض التي كان الشباب يمولونها من جيوبهم لعمل الديكور واستئجار الملابس من كمال مرعي، الذي كان الوحيد الذي يعمل في تأجير ملابس التمثيل.
وأكد عبدالباقي أنه يملك أرشيفًا لكل تلك العروض التي شارك فيها، يسجل فيه اسم كل مسرحية ويوثقها بالصور.
وتحدث عن تجربته مع «تياترو مصر» التي بدأها عام 2011، وتحولت بعد ذلك إلى «مسرح مصر»، وكانت فكرتها تقوم على مسرح الارتجال، وهو نوع من المسرح يتطلب قدرات خاصة، وتقديم مسرحيات مدة كل منها ساعة واحدة للعرض التليفزيوني، وكان من أهم مزايا هذه التجربة أنها دفعت الجمهور إلى الذهاب لدور العرض المسرحية من جديد.
وكشف عبدالباقي عن تجارب أخرى لم تلقَ نفس الرواج الذي حققه «مسرح مصر»، ومنها إنتاجه لمسرحية للأطفال بطولة سامح حسين والمطربة وعد البحري، وإخراج نادر صلاح الدين.
وأشار إلى فكرة تقديم عرض بأكثر من فريق في عدة مواقع في الوقت نفسه، وهي فكرة التقطها من فرقة مسرحية في إحدى رحلاته بأوروبا، كانت تقدم عرض «ماماميا» في أكثر من مسرح، وعندما عاد قرر عرض «جريمة في المعادي» في المنيا وبورسعيد وأسيوط والقاهرة.
وعن بداياته في السينما قال إنها كانت صعبة، وعندما صوّر أول أفلامه «جحيم تحت الماء» في الثمانينيات، لم تكن السينما المصرية تعرف المونيتور، وباعتباره ممثلًا قادمًا من عالم المسرح لم يكن يدرك مفردات العمل السينمائي، لكنه تعلمها على مدار 85 فيلمًا قدمها في رحلته.
وردًا على ما يُقدَّم من نقد ساخر لأعماله عبر السوشيال ميديا، قال أشرف عبدالباقي إن هناك تطورًا كبيرًا في أدوات العصر، ولا يجب أن نتوقف عن التعامل مع مفرداته، لافتًا إلى أن ما يقدمه كوميديا لطيفة «ما تزعلش حد».
وتطرق الحديث إلى الفكرة المبتكرة لبرومو فيلم «السادة الأفاضل» التي حققت رواجًا كبيرًا على السوشيال ميديا، وقال عبدالباقي إنها فكرة مجموعة من الشباب، وتقوم على كلام مغاير للحقيقة بشكل لافت للاهتمام، وهي فكرة جميلة، لكن الإعلان وحده ليس سبب النجاح، لأن هناك كمًا من النجوم المشاركين في العمل وجهدًا رائعًا من المخرج كريم الشناوي وراء نجاح الفيلم.
وفي مداخلة له، قال المخرج أشرف فايق: «سعيد بأنني واحد من جيل أشرف عبدالباقي، لأنه فنان نحت في الصخر، وهو الوحيد من أبناء هذا الجيل الذي كان صاحب مشروع، أنتج فيلم “رشة جريئة” بتكنيك مختلف، وقدم من خلاله الفن الذي يتمناه، لم يستسلم، ولم يتنازل لحظة عن تقديم سينما مختلفة».
وأضاف أنه فنان حقيقي ولديه القدرة على أن ينظر للأمام، ويتابع مسرح الهواة لينتقي شبابًا موهوبين ويقدمهم في مسرحه، مؤكدًا سعادته بتكريمه في المهرجان.
بينما وصفت الفنانة السعودية حنان، أشرف عبدالباقي بالفنان الملهم، وأعربت عن أملها أن يتيح فرصة ثانية لـ«مسرح مصر» الذي كان له صدى كبير في بلدها.
وحرص الفنان صبري فواز على تهنئة أشرف عبدالباقي بالتكريم، وقال إنه يحب فيه اهتمامه وإخلاصه للمسرح واهتمامه بالشباب، مؤكدًا سعادته بمشاركته في فيلم «صياد اليمام».


.jpg)





















