عدنان أبو حسنة: غزة «مغتالة الحياة».. والمساعدات نقطة في بحر الاحتياجات


أكد عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن ما دخل إلى قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار لا يشكل سوى «نقطة في بحر الاحتياجات»، مشيرًا إلى أن الحصار المستمر منذ أكثر من عامين أدى إلى «اغتيال كل مظاهر الحياة» في القطاع.
وقال أبو حسنة، في تصريحات لقناة الغد، إن الحربين الأخيرتين خلّفتا دمارًا غير مسبوق، إذ دُمرت مدن بأكملها مثل رفح وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا و80% من مدينة غزة، لافتًا إلى أن آلاف العائدين لم يتمكنوا من التعرف على منازلهم بعد تسويتها بالأرض.
وأضاف أن الوضع الصحي في القطاع «كارثي»، فمعظم السكان يشربون مياهًا ملوثة بنسب من النترات والملوحة تفوق المعدلات العالمية تسع مرات، وهو ما أدى إلى تفشي أمراض الكبد الوبائي، والتهابات السحايا، والأمراض المعوية والصدريّة، فضلًا عن ارتفاع حالات الفشل الكلوي والسرطان.
وأوضح أن انهيار القطاع الصحي تفاقم بسبب نقص الأدوية والمعدات وإنهاك الأطقم الطبية، مؤكدًا حاجة غزة إلى مستشفيات جديدة ومتخصصين وأجهزة بديلة لتلك التي دُمّرت.
وحول دور الأونروا، أشار أبو حسنة إلى أن الوكالة تواصل جهودها في التعليم والصحة والإيواء رغم القيود الإسرائيلية، موضحًا أن أكثر من 10 ملايين زيارة طبية نُفذت في عيادات الأونروا منذ 7 أكتوبر، وأن نحو 300 ألف طالب عادوا إلى العملية التعليمية، معظمهم عبر التعليم عن بُعد.
وبيّن أن لدى الأونروا ستة آلاف شاحنة محملة بمواد غذائية تكفي القطاع لثلاثة أشهر، إضافة إلى مئات آلاف الخيام والأغطية، لكنها لا تزال عالقة عند المعابر بسبب منع الاحتلال دخولها.
وقال: «لدينا القدرات اللوجستية والخبرة لتوزيع المساعدات، ولكن إسرائيل لا تسمح بإدخالها. بدون الأونروا سيكون هناك فوضى وفشل إنساني».
وشدّد أبو حسنة على ضرورة ممارسة ضغوط دولية عاجلة للسماح بإدخال المساعدات، محذرًا من أن غياب الأونروا عن مشهد الإغاثة يعني «تكرار الفوضى والمآسي التي شهدها القطاع مؤخرًا».