خبيرة سياسية: إسرائيل تتجنب الحرب الشاملة وتُفضل ضربات الظل ضد حزب الله


أكدت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، أن إسرائيل لا تميل إلى الدخول في مواجهة شاملة مع حزب الله في الوقت الراهن، واصفة ذلك بأنه رهان محفوف بالمخاطر قد يُكلفها كثيرًا على الصعيد العسكري والسياسي.
وأوضحت خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن إسرائيل تفضّل استخدام استراتيجية “المعركة بين الحروب”، عبر تنفيذ ضربات جوية تكتيكية محدودة تتجنب من خلالها الانخراط في حرب طويلة الأمد، فهي تتبع نهجًا ممنهجًا يهدف إلى إضعاف الخصوم تدريجيًا من خلال الضربات المحدودة، حرب الظل، الاغتيالات، والاختراقات السيبرانية، بما يحفظ لها تفوقها دون الانجرار لصراع شامل.
وشددت وهدان على أن حزب الله يمتلك أكثر من 150 ألف صاروخ يمكنه بها استهداف العمق الإسرائيلي، وهو ما يجعل تل أبيب تتحرك بحذر بالغ عند التعامل معه، رغم كونه أحد الأذرع الإيرانية الأقرب جغرافيًا إلى إسرائيل.
وربطت "وهدان" التصعيد الإسرائيلي الأخير بإمكانية اندلاع مواجهة مباشرة مع إيران، مؤكدة أن الضربة العسكرية الأخيرة لم تُرضِ طموحات نتنياهو، الذي يسعى لشن ضربات أخرى لتعزيز موقفه الداخلي، خاصة في ظل الضغوط السياسية من الجبهة اليمينية المتطرفة، مثل بن غفير وسموتريتش.
كما اعتبرت أن الضربات الإسرائيلية المتكررة هي بمثابة محاولة لتكريس نفوذ إسرائيلي أوسع في المنطقة، تمهيدًا لما تصفه تل أبيب بأنه مرحلة بناء الشرق الأوسط الجديد، وهو ما يتم بدعم أمريكي، خاصة في عهد ترامب، الذي وفر غطاءً واسعًا لتحركات نتنياهو، بخلاف التردد الملحوظ في موقف إدارة بايدن.
ورأت "وهدان" أن إسرائيل توجه عبر ضرباتها رسائل سياسية وعسكرية مزدوجة، أولها إلى إيران مباشرة، بأنها قادرة على ضرب أذرعها الإقليمية دون تنسيق مع الولايات المتحدة، وثانيها إلى الداخل الإسرائيلي لتأكيد تفوقها الأمني والعسكري في وقت يسوده الاضطراب السياسي.
واختتمت بتأكيدها أن لبنان قد يُجر مجددًا إلى ساحة صراع مفتوحة، إذا استمرت إسرائيل في عملياتها التصعيدية دون رادع، مشيرة إلى ضرورة وجود موقف عربي واضح لوقف الانزلاق نحو انفجار إقليمي أوسع.