سوكوفا: ضرب منشآت إيران النووية خطر جسيم يسبب تسريبا إشعاعيا وتصعيدا إقليميا


حذرت إيلينا سوكوفا، مديرة مركز فيينا لنزع ومنع انتشار الأسلحة، من تداعيات الضربات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، واصفة إياها بأنها انتهاك للقانون الدولي وتشكل خطرًا حقيقيًا على المدنيين والبيئة، خاصة في حال وقوع تسريبات إشعاعية أو انبعاث مواد كيميائية.
وأكدت سوكوفا، خلال مداخلة مع الإعلامي محمد عبيد، على قناة القاهرة الإخبارية، أن إصدار إسرائيل أوامر إخلاء للمدنيين الإيرانيين من المناطق المحيطة بالمنشآت النووية يوحي بنيّتها الاستمرار في استهداف هذه المنشآت، ما يعزز المخاوف من تصعيد محتمل قد يمتد إلى مناطق أوسع في الشرق الأوسط.
وبحسب سوكوفا، فإن السلطات الإيرانية تراقب مستويات الإشعاع وتتواصل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة أنه حتى اللحظة لم يُسجل أي تسريب إشعاعي.
وعن تأثير الضربات على القدرات النووية الإيرانية، أشارت سوكوفا إلى أن حجم الأضرار ما زال غير واضح، لكنها رجحت أن تؤخر هذه الهجمات الإطار الزمني الذي تحتاجه إيران لامتلاك سلاح نووي، خاصة بعد استهداف علماء بارزين ومواقع تخصيب حساسة كمنشأتي فوردو ونطنز، الواقعتين في أعماق الأرض.
أوضحت سوكوفا أن تصعيد النزاع نحو استخدام أسلحة نووية أمر غير مرجح، موضحة أن إيران لا تملك سلاحًا نوويًا بعد، رغم امتلاكها المعرفة والخبرات، فيما تحتفظ إسرائيل بسياسة الغموض النووي ولا ترغب – بحسب تقديرها – في استخدام هذا النوع من الأسلحة بسبب عواقبه السياسية والدبلوماسية الكبيرة.
وفيما يتعلق بإمكانية تسريب إشعاعات، أكدت سوكوفا أن المنشآت الإيرانية المستهدفة ليست مفاعلات طاقة نووية، ما يجعل احتمالات التسريب محدودة مقارنة بكوارث مثل تشيرنوبل أو فوكوشيما، لكنها شددت على أن الخطر لا يزال قائمًا ويستوجب انتباهًا دوليًا متزايدًا.
وأشارت إلى أن مركز فيينا ليس جهة حكومية، بل مركز بحثي يعمل على تقديم التقييمات والمعلومات للجهات الدولية، مؤكدة أن المركز نشر مؤخرًا تقريرًا عن مخاطر استهداف المنشآت النووية في النزاعات المسلحة، مستشهدة بتجربة الحرب في أوكرانيا ومخاطر استهداف محطات زابوروجيا النووية هناك.