أخبار

«قومي البحوث»: الظواهر المناخية المفاجئة تفرض استعدادًا علميًا وتخطيطًا عمرانيًا مدعومًا بالإنذار المبكر

خط أحمر

أكدت الدكتورة فجر عبدالجواد نائب مدير مركز التميز للدراسات البحثية والتطبيقية للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة بالمركز القومي للبحوث، أن المركز يلعب دورا محوريا في التصدي للتحديات المناخية المتصاعدة من خلال منظومة متكاملة تجمع بين البحث العلمي والتطبيق العملي، مع تقديم الدعم لصانع القرار والمجتمع في مواجهة الظواهر المناخية المفاجئة والمتطرفة.

وقالت "عبدالجواد"، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن السنوات الأخيرة شهدت تصاعدا غير مسبوق في حدة التغيرات المناخية، والتي باتت تظهر من خلال موجات حر شديدة، وفيضانات، وعواصف قوية، وتقلبات حادة في درجات الحرارة، وهي ظواهر باتت تؤثر بشكل مباشر على النظم البيئية والموارد الطبيعية، وتهدد الأمن الغذائي والمائي، والصحة العامة في العديد من المناطق.

وأوضحت أن المركز يتعامل مع هذه الظواهر عبر عدة محاور، يأتي في مقدمتها إجراء دراسات بحثية متقدمة لرصد وتحليل تأثير التغيرات المناخية على البيئة والصحة والاقتصاد، بالتعاون مع مختلف معاهد المركز ووزارة البيئة وعدد من الجامعات، إلى جانب تطوير نماذج تنبؤية تستند إلى بيانات مناخية محلية وعالمية لتحليل الاحتمالات المستقبلية بدقة.

وأضافت أن المركز يعمل على تحويل نتائج الأبحاث إلى تطبيقات عملية من خلال تطوير حلول للتكيف مع التغيرات المناخية مثل تقنيات الزراعة الذكية، وإدارة الموارد المائية، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، إلى جانب دعم مشروعات تنموية تأخذ في الاعتبار مرونة الأنظمة البيئية وقدرتها على مواجهة المتغيرات المناخية، سواء من خلال تمويل ذاتي أو من خلال التعاون مع جهات تمويل محلية ودولية.

كما أكدت عبدالجواد، أن بناء القدرات المجتمعية يمثل أولوية في خطط المركز، من خلال تنظيم برامج تدريبية تستهدف العاملين في الجهات الحكومية والمجتمع المدني، وتعزيز الوعي البيئي عبر حملات إعلامية تستند إلى بيانات علمية.

وأشارت إلى أهمية التعاون الوطني والدولي في هذا المجال، موضحة أن المركز يسعى إلى تبادل المعرفة والخبرات مع المراكز البحثية والمنظمات الأممية، كما يشارك في تحديث المساهمات المحددة وطنيًا في إطار الالتزامات المناخية الدولية.

العاصفة الجوية

وفي سياق متصل.. علقت عبدالجواد على العاصفة الجوية غير المسبوقة التي ضربت مدينة الإسكندرية مؤخرًا، مؤكدة أن تحليل هذه الظاهرة لا يمكن فصله عن السياق الأوسع للتغير المناخي العالمي والاختلالات التي باتت تمس الأنظمة الجوية الإقليمية. ولفتت إلى أن الاحترار العالمي يؤدي إلى زيادة حدة الظواهر الجوية المفاجئة، مثل العواصف العنيفة والأمطار غير الموسمية وتساقط الثلوج في أماكن غير معتادة، كما حدث في الإسكندرية مؤخرا، مشيرة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة معدلات تبخر المياه، ما يرفع رطوبة الغلاف الجوي ويزيد من فرص تشكل العواصف.

وأضافت أن ما حدث على الأرجح ناتج عن تشكل منخفض جوي مفاجئ في البحر المتوسط، تسبب في سحب كتل هوائية باردة من أوروبا والتقائها بكتل دافئة ورطبة من شمال إفريقيا، مما أدى إلى حدوث عواصف وأمطار غزيرة وربما برد أو تساقط للثلوج، وهو ما ساهم فيه أيضًا اضطراب التيار النفاث وهبوط كتل قطبية نحو الساحل الشمالي.

وشددت على أهمية النظر إلى هذه الظواهر باعتبارها نتيجة مباشرة لتغير المناخ، مشيرة إلى ضرورة تطوير أنظمة إنذار مبكر متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد هذه الظواهر والتنبؤ بها بدقة، مع ضرورة تعزيز دور البحث العلمي والجامعات في فهم الظواهر الجوية المتطرفة والتخطيط لمواجهتها مسبقا.

خطط التنمية العمرانية

ودعت إلى إدماج اعتبارات التغير المناخي في خطط التنمية العمرانية، لا سيما في المدن الساحلية المعرضة لمثل هذه المخاطر، مشيرة إلى أن التخطيط العمراني ينبغي أن يتضمن سيناريوهات مناخية واقعية لمواكبة التحولات المناخية وحماية الأرواح والممتلكات من الخطر.

وأكدت عبدالجواد أن مواجهة التغيرات المناخية تتطلب تكاملا فعليا بين مؤسسات الدولة والقطاع البحثي، ورؤية واضحة تعتمد على أدوات علمية وتقنيات حديثة، مشيرة إلى أن العلم والتخطيط الاستباقي هما السبيل الأمثل للتعامل مع التغيرات المناخية المتسارعة وتأثيراتها المحتملة على المدى القريب والبعيد.

قومي البحوث الظواهر المناخية تخطيط عمراني خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة