قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يوم الأحد إن إدارته الجديدة يمكن أن تحاول استعادة السيطرة على قناة بنما التي تنازلت عنها الولايات المتحدة "بحماقة" لحليفتها بنما في أمريكا الوسطى، معتبرا أنه يتم فرض رسوم "سخيفة" على شركات الشحن للمرور عبر القناة الحيوية التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.

ورفض الرئيس البنمي المحافظ خوسيه راؤول مولينو، الذي تم انتخابه في مايو/آيار الماضي على منصة مؤيدة لرجال الأعمال، هذه الفكرة بشدة واعتبرها إهانة لسيادة بلاده.

واستغل الرئيس الجمهوري المنتخب أول تجمع كبير له منذ فوزه بالبيت الأبيض في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني للاستمتاع بعودته إلى السلطة وسط هتاف جمهور كبير من المحافظين، في عرض لوحدة الحزب، وذلك في تعارض مع معركة الميزانية التي انتهت للتو في الكابيتول هيل، حيث تحدى بعض المشرعين من الحزب الجمهوري مطالب زعيمهم ترامب بشكل علني.

وفي كلمة أمام أنصاره في مهرجان "أمريكا فيست" الذي نظمته مؤسسة "تيرنينج بوينت أمريكا" بولاية أريزونا، تعهد ترامب بأن "فريق الأحلام الوزاري" الذي شكله سيحقق اقتصادا مزدهرا، ويغلق حدود الولايات المتحدة، ويحقق تسوية للحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا بسرعة.

وقال ترامب "أستطيع أن أعلن بفخر أن العصر الذهبي لأمريكا قد بدأ... توجد روح لدينا الآن لم تكن لدينا قبل فترة قصيرة".

وفيما يتعلق بقناة بنما، قال "تتم سرقتنا في قناة بنما"، متحسرا على أن بلاده "تنازلت عنها بحماقة".

يذكر أن الولايات المتحدة تنازلت عن السيطرة على الممر المائي لبنما في عام 1999 بموجب معاهدة تم توقيعها في عام 1977 في عهد الرئيس جيمي كارتر. ويعد رئيس بنما الحالي، خوسيه راؤول مولينو، رئيسا شعبويا محافظا، وتعتبر بنما حليفة قوية للولايات المتحدة. وتعد القناة مهمة للغاية لاقتصاد بنما وتدر نحو خمس الإيرادات السنوية للدولة.

وبعد خطاب ترامب بوقت قصير، أصدر مولينو فيديو قال فيه إن "كل متر مربع من القناة ملك لبنما وسيظل ملكا لها".

ومن دون أن يذكره بالاسم، تناول مولينو شكاوى ترامب بشأن الرسوم المرتفعة لعبور السفن في القناة، وقال إنها تحدد من قبل خبراء يأخذون في اعتبارهم تكاليف التشغيل، وعوامل العرض والطلب.

وأضاف مولينو: "الرسوم لا تحدد بناء على نزوة". وأشار إلى أن بنما قد وسعت القناة على مر السنين لزيادة حركة السفن "بمبادرتها الخاصة"، وأضاف أن زيادة الرسوم تساعد في تمويل التحسينات.

وقال:"قد يكون للبنميين آراء مختلفة بشأن العديد من القضايا". وأضاف: "لكن عندما يتعلق الأمر بقناتنا، وحقوقنا السيادية، سنتحد جميعا تحت علم بنما".