مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب.. عملها ومات

خط أحمر

اطلعت عبر وسائل التواصل الاجتماعى على صور مذهلة لثروة ملياردير خليجى مبهرة وصاعقة فكم السبائك الذهبية الموجودة والمخزنة على أرفف لا تعد ولا تحصى وكم المجوهرات والحلى والماس لا يمكن حصرها أما الطائرة الخاصة والسيارة المصاحبة للطائرة فمن طراز رولزرويس المطلية بالكامل بالذهب وهناك سيارات أخرى مكسوة بالألماس وإذا نظرت داخل منزله فيكسوه الذهب من كل جانب وكافة التحف وقطع الأثاث أما سلالم القصر فدرجاته محشوة مجوهرات بالإضافة إلى تلال من النقود المكدسة.

اندهشت من كم الترف والبذخ الذى يمكن أن يحياه إنسان على وجه الأرض ولكن مع نهاية الصور الجميلة لتلك الكنوز الهائلة مشهدا لقبر الراحل فقد كون كل تلك الثروات الطائلة ثم تركها مرغما ورحل إلى الدار الآخرة دون أن يصطحب منها شيئا فلم يتم حياكة كفنه بخيوط من ذهب أو كسوته بالألماس أو تبطين قبره بقوالب الذهب والحق يقال لقد انبهرت بما شاهدت كما انبهر غيرى بهذا الكم الهائل من الذهب والمجوهرات وتلال النقود المكدسة والقصور والسيارات.

ولكن صورة القبر الذى يأوى جامع تلك الثروات لهى أفضل عبرة وعظة لكل إنسان لأن جامع تلك الكنوز لم تعينه قوالب الذهب على مرضه أو أطال أسطول الطائرات والسيارات المذهبة والمرصعة بالألماس فى عمره كما لم تحجب جبال الأموال المكدسة عنه ملك الموت ثم تساءلت هل استطاع جامع تلك الكنوز أكل طعام أكثر من قدرته وهل نام قريرا أكثر مما يحتاج جسده وهل قنع وسعد أكثر من البشر وهل تمكن من الاستمتاع بحواسه أكثر من قرنائه.

بالتأكيد الإجابة هى لا، فلم يحدث أن قام ثريا ببناء مستشفى فوقاه من المرض أو بنى مدرسة فزادته علما وثقافة ولا اشترى فراشا وثيرا فتغلب على الأرق وبالتأكيد هى ثروة تعادل ميزانيات دول فقيرة ويمكن أن تطعم جوعى العالم وتسدد ديون الفقراء المعدمين وتبنى بيوتا للمشردين وتعالج آلاف المرضى المعوزين ولكن لحكمة ما لا يعلمها ألا الله فقد تركزت ثروات هائلة فى أيدى قلة قليلة من البشر وحتما سيسألون عنها أمام الخالق وهناك بالتأكيد أثرياء وهبوا حياتهم لفعل الخير وخصصوا نصيبا من أموالهم للفقراء والمرضى وقاموا بأعمال خيرية عظيمة وبعضهم وهب كامل ثروته لاعمال الخير مثل الفنان الراحل جميل راتب الذى تبرع بثروته التى تقدر بثمانية عشر مليون جنيه لمستشفى سرطان الأطفال.

أما الفنانة دولت أبيض فتبرعت بكافة مجوهراتها لأعمال الخير وطبعت مائة ألف مصحف بالفرنسية صدقة على روح زوجها والأميرة فاطمة إسماعيل أخت الخديوى توفيق فتبرعت بمجوهراتها وأسست جامعة القاهرة  وهو مايؤكد أن هناك بشرا لايؤمنون بكنز الذهب والفضة والأموال بل يفيدون البشرية وأتمنى يوما أسمع فيه عن تبرع أحد الأثرياء المصريين والعرب بثروته لوجه الله وفعل الخير وليس ذلك ببعيد لأن الخير فى البشر إلى يوم الدين.

المهندس السيد طوبا عملها ومات خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر