خط أحمر
الجمعة، 26 أبريل 2024 09:59 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

جمعة قابيل يكتب: وزير داهية

خط أحمر

لمن مازال لديه ذاكرة قوية ولمن يستطيع العودة للماضى 20 عاما وأكثر .. حدث هذا الموقف وله الف معنى ومعنى.

فى تسعينات القرن الماضى كنت أحد الصحفيين الشباب المشاركين فى لجان تحكيم مهرجان الإذاعة والتليفزيون.. وكان يعرض على هذه اللجان عشرات الأعمال الاذاعيه والتليفزيونيه .. من دراما وبرامج وأغانى واعلانات وغيرها.

والحقيقة اعترف ومؤكد يشاركنى الرأى كل الزملاء الذين شاركوا وقتها فى لجان تحكيم المهرجان اننا كنا نجد صعوبه بالغه فى فهم لهجة وحوار بعض هذه الأعمال بالاضافه الى الضعف الشديد فى المستوى المهنى لكثير منها .. كما كان هناك تميزا واضحا للبعض الآخر .

المهم أن الاهتمام الصحفى والإعلامى بالمهرجان كان كبيرا جدا .. فكل وسائل الإعلام ووكالات الانباء العربيه والعالميه تتابع الحدث .. واتذكر ان اذاعة مونت كارلو مثلا كانت تترقب نتائج المسابقات وكأنها تتابع نهائيات مهرجان كان السينمائي .. وكان الزملاء بها يبحثون بجد عن كل انفراد وكانت غرفتهم بالفندق عباره عن خلية نحل لا تهدا ..

وهكذا كانت معظم المتابعات وهكذا كان مهرجان الاذاعه والتليفزيون المصرى ..وأصل بكم إلى الموقف الذى حدث وتوقفت امامه كثيرا، فقد كان من المعتاد ان يتم اعتماد النتيجه من رئيس لجان التحكيم ورفعها إلى وزير الإعلام قبل إعلانها فى ختام المهرجان .. وكنت الاحظ بعض التفاصيل وسط انشغال الجميع بحفلات وندوات المهرجان .

ومن هذه التفاصيل اننى فوجئت بفوز أحد برامج اذاعة عربيه بإحدى الجوائز .. وصعد مخرج البرنامج وتسلم الجائزة وسط تهليل فريق العمل والوفد المرافق له والذى كان وزير اعلام بلاده على رأس الحضور ..

والمشكلة لم تكن فى الجائزة ولا فى الفوز بها ولكن كانت فى ان البرنامج نفسه حينما سمعناه لم نفهم منه كلمه واحده .. وكان مونتاجه سيئا جدا .. وموسيقى ولهجة الحوار لهجة سواحيليه صعبة الفهم .. وبالتالى كان من المستحيل أن ترشحه اى لجنة تحكيم للفوز ..

فكيف ولماذا فاز هذا البرنامج !!

سألت رئيس لجان التحكيم وهو الاعلامى الوطنى الكبير فلم يجب سوى بابتسامته التى تعودنا عليها واكتفى بالصمت ..

وكنت مُصرا أن افهم كيف تم منح هذا البرنامج الضعيف من كل الوجوه جائزة وتم استلامها على الهواء وسط سعادة وتصديق وفد دولته، المهم وفى أول لقاء مع وزير الإعلام كنت حريصا جدا أن أسأله والحقيقه لم أتوقع أن تأتى الاجابه بهذه الصورة وبهذا الوضوح ..

قال الوزير بهدوء :

جمعة قابيل زعلان على جائزة لبرنامج اذاعى عبارة عن علبة صفيح بخمسة جنية من العتبة .. وناسي إن وفد الدولة العربية الشقيقة كان كبيرا وبرئاسة وزير إعلامهم .. ومهم جدا ان يعود الوفد لبلده مرفوع الرأس ليتحدث بحب فى كل وسائل إعلامه عن مصر وشعبها وقياداتها وريادتها وعظمتها .. فمصر هى اكبر دوله عربيه بتاريخها وجيشها وشعبها وقوتها الناعمة من فن وإعلام وغيره ..

وأكمل الوزير : وماحدث ليس تلاعبا بنتائج فلسنا فى نهائيات كأس العالم .. ولكنها سياسة التوازنات وارضاء كافة الأطراف لصالح وطننا ..!!

وانتهى كلام الوزير وبعدها علمت أن هذه الدولة وغيرها تعاقدت مع القطاع الاقتصادى على شراء حق اذاعة عدة مسلسلات دراميه مصرية من انتاج قطاعات الإنتاج بالتليفزيون المصري ..

قد يختلف أو يتفق البعض حول هذا الأسلوب فى إدارة مهرجان كبير يحمل اسم مصر.. وقد يختلف أو يتفق البعض حول اداء وشخصية هذا الوزير، ولكن وبمنتهى الصراحة كان وزيرا محنكا وداهية .. وكان مهرجانا كبيرا ينتظره العالم العربي كله كل عام.

أما الوزير فقد كان صفوت الشريف الذى احترم تجربته الإعلامية كوزير سياسي فاهم رغم كل ماله وما عليه .. وكتبت عنه وعن قيادات اعلاميه ووطنيه محترمه موسوعة أعلام ماسبيرو وقت ريادة وسيادة إعلامنا للمنطقة العربيه كلها.

وكل عيد إعلام وكل ابناء الإعلام المصرى بخير ..

جمعة قابيل وزير داهية خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر