محمد عمر يكتب.. السعودية .. دبلوماسية الحنكة والهدوء


كان لبزوغ فجر جديد في المملكة العربية السعودية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد سلمان ولي العهد حفظه الله ، الأثر البالغ في تطور نهج الدبلوماسية السعودية لتستكمل مسيرتها المشرفة في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وحلحلة الأزمات المزمنة التي عانت –ولا تزال- منها منطقتنا العربية.
وأخذت المملكة على عاتقها عدم التدخل في الدول الأخرى، واستوجبت الأوضاع الراهنة الملمة في المنطقة من الدبلوماسية السعودية تنشيط دورها على الساحتين الإقليمية والدولية، والحيلولة دون تفاقمهما، كما تطلبت أن تبادر المملكة إلى صياغة دور فاعل خليجي وعربي وإسلامي، كي تتمكن من تفعيل أسس التعاون في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار، وتنطلق المملكة في تلك المواطن من دورها في محيطها الإقليمي في العالمين العربي والإسلامي على الصعيد الدولي ومكانتها الخاصة في قلوب جميع المسلمين، مما جعلها ركيزة استقرار للمنطقة.
إن سياسة المملكة تسير على خطى ثابتة وفق أسس متينة وضع أطرها العامة جلالة الملك المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- تقوم على مبادئ وثوابت تاريخية دينية واقتصادية أمنية وسياسية، ضمن أطر رئيسية أهمها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية مما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول والدفاع عن قضاياها وإنتاج سياسية عدم الانحياز وإقامة علاقات مع الدول الصديقة وأداء دور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية.
كما تعكس الدبلوماسية السعودية حاليا الاحترافية والكفاءة فى تعاملها مما ممكنها فى فترة وجيزة من زيادة دورها المؤثر والحيوى نظرا لسعيها الدائم لتعزيز التكامل والتضامن العربى القائم على البناء والتنمية ووضع خطط مستقبلية لمواجهة الأحداث .
وتقود المملكة جهودا حثيثة عبر إيجاد أرضية عربية مشتركة محددة الأهداف ومتوافقة حتى تتمكن المنطقة من الخروج من تلك الأزمات العاصفة وتقدم المملكة بمواقفها الثابتة فى دعم الدول العربية وتقوية موقفها الدولي عبر تعزيز التضامن كما تسخر المملكة ادواتها لخدمة الاشقاء والإنسانية أيضا .
إن المدرسة الدبلوماسية السعودية تتسم بالرصانة والتخطيط بعيد المدى وتولى إهتمام كبير للبعد العربى والدائرة الإسلامية فى تحركاتها ودائما ما تقدم الدعم للدول العربية والإسلامية عن طريق استخدام دبلوماسية التنمية فى دعم قدرات دول المنطقة لمواجهة التحديات الراهنة
وهنا أذكر بالطفرة الكبيرة التى تشهدها منظومة الدبلوماسية السعودية بعد إقرار الرؤية واعتبر أن محور قوة المنظومة السعودية يعتمد على الدعم القوى والصادق تجاه منطقتها العربية والإسلامية .
وتسعى المملكة بشكل قوى على تعزيز التضامن والشراكة العربية القائمة على التفاهم والتنسيق من أجل العبور من دائرة الأزمات والصراعات التى يمر بها محيطنا العربى .
كما تلعب دورا أكثر فاعلية وقدرة على مواجهة التحديات بعد سلسلة الإصلاحات والتغييرات التى شهدتها منظومة العمل السعودية فى إطار مواكبة التطور ومستجدات الأحداث .