خط أحمر
الخميس، 25 أبريل 2024 11:16 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

خالد السيد يكتب:  رجال النظافة الجبهة الأولى في معركة حماية الصحة العمومية 

خط أحمر

في ظل المخاطر التي تحدق بهم ، وما يشهده العالم من حالة طوارئ صحية غير مسبوقة يطيح بها فيروس كورونا . والشوارع خالية من المارة . وهؤلاء يتنقلون بين أماكن عملهم فلا غنى عن حضورهم ولا بديل لهم. إنهم عمال النظافة الحاضرون في كل مكان ، لكننا بالكاد نراهم . لا أحد ينتبه إليهم ، على الرغم من أنه لا مدينة تخلو منهم ، ولا عين تخطئهم . شوارع المدن وأزقتها عناوينهم التي يفنون فيها زهرة عمرهم بدون مظلة تحميهم من تقلبات الجو وعرضة الاصابة بخطر الأمراض المعدية ، وزاد على ذلك خطر فيروس كورونا سريع الانتشار . فهم على الدوام يواجهون بصدر عار ، خطر الإصابة بالأمراض بسبب تفشي الجراثيم والفطريات حول حاويات القمامة وداخلها ، واليوم يواجهون عدوا جديدا قد يصيبهم دون انتباه وبلا رأفة بأحوالهم.

ومن منطلق نكران الذات والاستمرار في العمل حتى لا تتفاقم الأوضاع الصحية بسبب انتشار النفايات المطروحة أرضا يجوب هؤلاء العمال غير المرئيين الأحياء في أطراف النهار وحين يهجع الناس في آناء الليل ، لا تطبق عليهم ساعات الحظر ولا يؤمن لهم الخطط الوقائية والرعاية الكاملة من خطر الاصابة ، مسلحين بعصا تقف على مكنسة يميطون بها الأذى الذي يلقيه الناس على الطريق وبجانبيه . فترى ذا شيبة بيضاء يكنس أطراف الشارع ، وشابا في مقتبل العمر يرفع حاوية قمامة ، غير آبه بالروائح التي تنبعث منها أو حتى الغبار الشديد الذي يسد أنفاسه ، بهاجس وحيد هو تنظيف الأزقة والشوارع والفضاءات العامة والأسواق ، وجمع النفايات المنزلية ، حرصا على نظافة البيئة وسلامة المواطنين. خصوصا في ظل الإجراءات الاحترازية التي يفرضها الوضع الراهن. فهي بلا شك مهمة خطيرة .

لا أتحدث عن الحوادث اليومية ، أو خطر الإصابة بالزجاج أو الأدوات الحادة المتراكمة بالقمامة فهذا أمر اعتادوا عليه بل أقصد مغبة تفشي الجراثيم والفيروسات ، نتيجة التعامل المباشر مع المخلفات التي قد تكون معدية أو ناتجة عن شخص مصاب ، فواجب علينا أن نتذكر ونذكر كل شخص ، قبل رمي مخلفاته ، أن من سيجمعها بعده إنسان مثله لديه أسرة وأطفال.

مهمتهم لا تقل أهمية عن دور الأطباء في خطط الوقاية من انتشار الفيروس ، يعملون جنبا إلى جنب مع الطواقم الطبية . إذ يجد عمال النظافة أنفسهم ، وجها لوجه، في مواجهة "كوفيد-19". على الرغم من كل التدابير الوقائية التي اتخذتها الجهات المعنية من أجل حمايتهم سواء بتوفير قفازات وكمامات للوقاية من الفيروس . أو تعقيم الحاويات بمحلول خاص لقتل الجراثيم والفيروسات.

وعرفانا بمجهوداتهم المبذولة من أجل السهر على نظافة المدن والأحياء والحفاظ على البيئة . مؤدين واجبا وطنيا ساميا ومهمة اجتماعية نبيلة . مع بساطة مهنتهم ، عامل النظافة مثله مثل الطبيب الذي يداوي مرضاه والمعلم الذي يعلم تلامذته إذا لم يعمل البعض في هذه المهنة من أجل خدمة المجتمع، فمن سيقوم بهذه المهمة !؟"، ونستحضر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس " نتقدم بكل الشكر والتقدير ودعوة من القلب لرجال النظافة في مهمتهم التي تعد بمثابة حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى فهم الفدائيون الذين يدوسون بأقدامهم الخطر، في مواجهة مع الفيروس الغادر ، داعيا جميع المواطنين إلى الالتزام بمبادئ السلامة والحرص على إقفال الأكياس جيدا قبل رميها في الحاويات فذلك أأمن لنا ولهم .

خالد السيد رجال النظافة الجبهة الأولى في معركة حماية الصحة العمومية خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر