سألني أحد أصدقائي الوطنين الذين يحبون تراب هذا البلد عن وجود بعض المنشورات علي وسائل التواصل الاجتماعي عن فيروس كرونا مذكور في القرآن والآيات الداله عليه.. هذا كذب وافتراء من الجرائد الصفراء والإخوان الكاذبون الذين ينشرون الأكاذيب في كل مكان لتعاطف الناس معهم ويفسرون الأشياء في غير موطنها فهم حدثاء الأسنان يرمون من الدين كالسهم من الرمية وينشرون الإشاعات في كل مكان.

بخصوص المنشور المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، عن أن فيروس كورونا مذكور في سورة المدثر؛ فهو كلام فارغ، لا يساوي الوقت الذي ضاع في كتابته، ولا يمت إلى العلم بصلة، ولا يمكن أن يصدر عن عالم بحق، وكل محاولة للربط بين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبين المكتشفات العصرية؛ هي ضرب من العبث، وتلاعب بنصوص الوحيين النيرين، وقد يكون القصد من وراء ذلك خبيثا، لإثبات كذب القرآن والسنة، حين تسقط النظرية، ومع تكرار السقوط؛ يفقد المسلمون الثقة في كلام ربهم وفي سنة نبيهم!

وهذه طريقة معروفة في تفسير كلام الله تسمى بالتفسير العصري للقرآن، اخترعها أناس لا صلة لهم بعلوم الشريعة، فضلا عن علوم القرآن، يحاولون من خلالها تنزيل نصوص القرآن الكريم على الواقع من خلال المعارف العصرية، من غير معرفة لأدوات المفسر، ولا دراية بعلوم التفسير!

وهؤلاء يريدون بهذه الطريقة في التفسير - إن أحسنا بهم الظن - أن يثبتوا أن القرآن صالح لكل زمان ومكان، وأنه ليس نصا قديما محنطا، وهذا حق أريد به باطل؛ فإن القرآن كذلك بالفعل، لكنه ليس كتاب علوم أو معارف عصرية، وإنما هو كتاب هداية، ومنهاج حياة، لا تلغى خصوصيته تلك مع تطور الزمان والمكان والإنسان؛ لأن صاحبه هو خالق الزمان والمكان والإنسان، ولا تعني إشارته إلى شيء من العلوم والمعارف العصرية أنه جاء من أجلها، وإنما هي إشارات مجرد إشارات، تثبت - من بين ما تثبت - أنه تنزيل من حكيم حميد!

وعليه: فأي تداول لمنشور من هذا النوع؛ هو تداول لما ليس لصاحبه به علم، ولما يأته تأويله، ويخشى عليه أن يدخل في وعيد الكذب على الله ورسوله، وإني ناصح نفسي وجمهور المسلمين ألا يجعلوا من أنفسهم وسائل لترويج الكذب، وتداول ما لا يعلم مصدره، وإلا فالناقل يحمل مثل وزر القائل، "ولا تقف ما ليس لك به علم؛ إن السمع والبصر والفؤاد؛ كل أولئك كان عنه مسؤولا"