خط أحمر
الأربعاء، 8 مايو 2024 03:22 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

أحمد أبو خليل يكتب: يوم يفر المرء

خط أحمر

أغلقت دول العالم حدودها وفرضت حظر التجوال علي مواطنيها وأعلن الجميع حالة الطوارئ وأعلنت بعض الدول التعبئة العامة لجيوشها لا صوت يعلو فوق صوت الحرب علي فيروس كورونا.

أموال دون حساب رصدتها الدول لمواجهة ذلك الفيروس اللعين وبالرغم من كل هذا الحصار لم يستطع أحدا ضبطه متلبسا وهو يعبر حدود الصين متجولا حول العالم مخترقا لحصونه لا يهاب حراس حدوده يصيب ويقتل كل من يقابله، لم يستطع أحدا حتي الأن إيقاف ذلك الوحش الصغير حجما،الكبير فعلا رغم جحافل الجيوش وما يملكونه من أسلحة يهددون بها بعضهم البعض ليلا ونهارا بالفناء والإبادة الا أنهم يقفون أمام ذلك الفيروس وقوف العاجزين.

أصاب الهلع الجميع وطال المرض الغني،الفقير،الأمير والغفير، توقفت آلات مصانع عن الدوران ، مدن بأكملها خلت من الأحياء وامتلئت بتاوبيت الموتي وكأن الله يرينا مشهدا من مشاهد يوم القيامة منذ انتشار فيروس كورونا بهذا الشكل المرعب توقف تفكيري عن كل شيء الا من قول الله عز وجل في سورة عبس {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}

هذا هو المشهد الأن الجميع يفر من الجميع فماذا سيفعل الأخ لأخيه أو أمه وأبيه أو زوجه وأبنائه إذا ما اخترق كورونا جسد أحدهم بالطبع سيفر منه ليس لأنه لا يحبه لكن لأنه لا يستطيع حمايته علي العكس فالبقاء جانبه حتما سيصيبه وربما يميته وبنظرة تفكرية أوسع نجد أن الدول ذاتها تفر من بعضها البعض فتغلق علي نفسها لعلها تنجو من ذلك الوباء وبالرغم من وضوح الصورة الا أن البعض ما زال لا يراها بوضوح فنجد من يتكالب علي شراء المأكل والمشرب وكأنه اتخذ علي الله عهدا أن ينجيه من هذا البلاء وفي المقابل نجد تاجر جشع يستغل المأساة لجمع الأموال الحرام وكأنه أمن عذاب الله.

حتي الدول أضحت عصابات فهذه التشيك تسرق المعونات الطبية المرسلة لإيطاليا المنكوبة وتلك باخرة تتعرض للسطو وهي في طريقها لتونس محملة أيضا بمواد طبية وأمريكا المتغطرسة تمنع المساعدات الطبية من الذهاب لإيران غير أبهة لحياة أناس لا دخل لهم بعناد الساسة فيما بينهم.

ماذا ننتظر لنرحم بعضنا البعض ونتسامح فيما بيننا ونعفو عن بعضنا البعض ونرد المظالم وننزل الناس منازلهم التي يستحقونها؟

ماذا ننتظر لنصلح الميل الذي احدثناه بميزان العدل حتي كدنا لا نري منه الا كفة واحدة؟

ماذا ننتظر لنعلم أن ما نحن فيه هو فرصة منحها لنا الخالق عز وجل لنصلح ذات بيننا ونفر إليه بدلا من أن نفر منه؟

بالطبع لا استثني نفسي مما أقول وأدعوا الله أن القاه وأنا مسامح للجميع داعيا أيضا أن يسامحني الجميع وأن ينجينا الله جميعا من عذابه ويصرف عنا بلاءه فلنفر جميعا إلي الله

أحمد أبو خليل يوم يفر المرء خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر