فى بداية الأمر لا يجب أن نعالج قضايا خارجة عن أطار الإنسانية لانها ستكون قضايا بعيدة كل البعد عن ذاتنا وطبيعتنا .. فى ظل تقديس المال والمادة والاهتمام بمظاهر العصر فقط لم يأتي بالنفع على الإنسانية .. وستكون إنسانية لكن دون دليل وبرهان، ودون تضامن ومساواة. ودون حماية الضعيف ضد القوي .. ودون مساعدة الفقراء والضعفاء قبل التركيز على الذات .

واذا سألنا انفسنا هل نحن نتصف بالانسانية وهل نحن صالحين ؟ فسوف تكون الاجابة .. حقا أننا لسنا بأناس صالحين فلو بحثنا فى انفسنا ومن حولنا وتعاملاتنا قد نكتشف الكثير من المرض الذي يسكن في قلوبنا .. مرض العنصرية والكراهية والحقد .. وأننا بقدر ما قمنا بالتضامن تجاه بعضنا البعض بقدر ما وجدنا أنفسنا في ازدواجية الحق والزيف .. نظرا لكوننا نميل إلى الثاني أكثر من الأول .. وأننا نخاف من الحقيقة، نخاف أن نساعد الأخرين في أوقات المحن والشدة لأن إيماننا القوي قائم على الأنانية والمصلحة الشخصية.

حقا أن الإنسانية لا ينبغي أن تسكن في لب الأناني الوحيد الذي يحتكر الثروة والجاه والسلطة بحيث نسميه الإنسان الزائف ذو البعد الأناني المنعزل الكسول الضيق...

ولذلك من اخطر الاشياء فى هذا العصر .. انغلاق البشر بعضهم عن بعض .. وعدم التجمع على اهداف مجتمعية سامية وتنمية الترابط الانسانى فيما بينهم بالاختلاط والتعاون .. ربما سيصبحون في نفس الوقت أكثر زيفا للواقع والحقيقة معا .. إنهم يميزون كثيراً بين العزلة عندما يكرهون الأخرين ... والخوف حينما يكونون بحاجة إلى الأخرين لإنقاذ الحياة من الإفتراس والتوحش والمرض والتوحد والاكتئاب لذلك ينبغي الإقرار فى الشىء الزائف الذي يسكن في لب البشر.. ويجب معالجته سريعا والاصلاح من النفس بالتوعيةبكل اشكالها والبرامج الهادفة والكلمات الصادقة .. بحيث تؤسس في الكرامةو في الأخلاق طبيعة شعورية واعية... تعمل على الارتقاء بالنفس من خلال تنمية الانسانية الحقيقية والصحيحة كى ننهض بالأجيال القادمة ونخلق مجتمع انسانى .