فريهان طايع تكتب: ليست قضية تونسيات ولبنانيات بل هي أشمل بكثير


في وسط العالم العربي بأكمله قد تفشى الفساد والانحطاط و انعدام الحياء و الخوف من الله أصبح الزنا عبارة عن علاقة عابرة ،أصبحت بلداننا مثل الدول الغربية و للأسف فقط في الاقتداء بالنماذج السيئة.
لماذا لا نقتدي بهم في العلم و في الإقتصاد و في السياسة لماذا فقط في الأشياء السيئة مثل التعري و الخمر و العلاقات العابرة وصل الحد لأن يفتخر الأب بقلة حياء ابنته و تعريها و غيرها من الأشياء التى تفشت داخل مجتمعاتنا العربية بدون إستثناء لكن الغريب في الأمر هو فقط توجيه الاتهامات لتونسيات و لبنانيات.
أنا كتونسية لا أنكر و لن أنكر بوجود نماذج سيئة جدا داخل مجتمعنا بإسم التحرر ، أصبحنا نعاني كتونسيات بسبب تصرفات الكثيرات.
لكن السؤال المطروح لماذا نرى فقط ما نريد نراه لماذا نرى في تونس فقط البنات اللواتي يسلكن التعري مع أنني ضده لماذا نرى فقط تصرفات بعض التونسيات التى تشبه إلى حد ما الأوربيات و لا نرى شئ أخر و نساء أخريات مع أن الفساد أصبح كارثة قد انتشرت في كل الدول العربية بأكملها.
يحزنني عندما أري تعليقات موجهة إلى تونسيات و حتى لبنانيات فيها الكثير من التعميم ، هل كل التونسيات يشبهن بعضهن ؟ألم تنجب تونس عدد لا يحصى من النساء اللواتي يعملن في القضاء و الصحافة و المحاماة و غيرها من المجالات ألم تنجب تونس نساء كادحات يركضن وراء لقمة العيش بكل جهدهن .
ألم تنجب تونس نساء مثقفات نساء صالحات ، دعني أخبركم أن هناك نساء في تونس يقدمن التنازلات و يضحين و يصبرن على ظروف أزواجهن القاسية ،دعني أخبركم أن بعض التونسيات يعملن و يساعدن أزواجهن و عائلتهن بدون تذمر دعني أخبركم أن المرأة التونسية تشارك زوجها مالها و حياتها إلى الموت
لماذا نرى فقط الجانب السئ مع أنني كتونسية يحزنني كثيرا ما يقال من أفكار مسبقة حتى أن بعض الأشخاص لا يصدقن بكوني تونسية و سؤالهم المطروح كيف تونسية و لم تتأثري بالثقافة الفرنسية ؟
استغرب من السؤال لكنني في النهاية عربية مسلمة أعتز بديني و أعتز بكل العادات و التقاليد و لا أراها قيد بل على العكس و من قال أننا كلنا مثل الفرنسيات متحررات ربما نشبه نوعا ما الفرنسيات في البحث عن العلم و الإعتماد على أنفسن لكن نعيش أيضا في عائلات علمتنا معنى الإحترام
و من قال أن كل لبنانيات مثل بعضهن ألم تنجب لبنان أيضا عدد لا يحصى من النساء اللواتي فرضن أنفسهن في مجتمعهن لماذا يصور الإعلام فقط صورة اللبنانية التافهة التى تركض وراء التعري و عمليات التجميل.
في المقدمة أول شئ ذكرته هو تفشي الفساد في كل الدول العربية و لم أشاء أن أذكر أسماء هذه الدول لأنني لا أعمم بل أحترم كل الدول بدون إستثناء مع أن بعض الدول لم تحترم غيرها لا أنكر و أكرر لا أنكر أنه يوجد فساد في كل من تونس و لبنان لكن لا يمكننا أن نعمم لأن هذه الدول قد أنتجت المبدعين أيضا لماذا نلوم فقط تونس و لبنان ؟
لماذا لا نلوم بقية الدول مع أنها ليست خالية من الفساد ؟
و من قال أن تونس دولة ليست مسلمة ؟ و من قال أن كل النساء في تونس متحررات و إلى متى ستستمر هذه الأحكام هل بسبب تصرفات بعض الأشخاص الغير محترمين يصبح التعميم قاعدة ؟
و من هي البلد الخالية الآن من الفساد بسبب الإعلام و قلة القناعة و ركض البنات وراء الأوهام ؟
قبل أن نلوم كان من المفترض أن نعالج و نجد الحلول و ان نحترم بقية الدول و لا نعمم لأن التعميم أكبر ظلم في حق شعب بأكمله
عندما نقول كل التونسيين مع أن تونس يوجد فيها 11 مليون ساكن هل 11 مليون ساكن مثل بعضهم البعض ؟
و عندما يقولون تونس دولة غير مسلمة مع العلم أن 98 بالمائة من سكانها مسلمين لكننا نحكم فقط بما نراه في الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي مع العلم أنني ضده و لا أنكر و اكررها الفساد الموجود في تونس حتى أننا نعاني كتونسيين بسبب هذه النماذج لكن ليس كل التونسيين على نفس الوتيرة و كذلك نفس الوضع ينطبق على لبنان هل 6 ملايين شخص كلهم يشبهون بعضهم البعض و يسيرون على نفس الوتيرة.
في هذا العالم يجب أن نتعلم شئ واحد و هو أن لا نعمم و عندما نتحدث عن ظاهرة نتحدث عنها في كل الدول العربية لأن قضيتنا واحدة و ليست مسابقة من الأفضل لاننا في نهاية المطاف كلنا عرب و كلنا قضية واحدة و يد واحدة و مصير واحد لأن التعميم هو ظلم لفئة حتى لو كانت قليلة جدا و لاشخاص حتى لو كان عددهم قليل جدا و يكفي ما نحن عليه من أحكام مسبقة و ظلم لا يحصى و لننظر لحالنا كعرب ماذا أصابنا كي تتفشى هذه الفيروسات داخل أوطاننا جميعا هي أخطر بكثير من فيروس كورونا هي بدأت تتسلل لأوطاننا بعد الاستعمار تدريجيا.
سابقا كنا أقوياء لدرجة أنهم لم يستعمرونا غير بالسلاح و سفك دماء أجدادنا أما اليوم فقد أصبحنا لديهم طعم سهل من خلال وسائل الإعلام التى تعمل بدون توقف و تبث كل السموم و تجد عدد كبير من المستهلكين إضافة إلى وسائل التواصل الإجتماعي و إلى المخدرات فتحققت النتيجة التى يريدونها و هي صنع جيل تافه خالي من المعاني و الشهامة يشبه الغرب يبحث فقط عن شهواته و رغباته بالحرام ،فالفتاة منهن أصبحت تعرض جسدها لهم بثمن رخيص جدا و الشباب يشترون و يتسممون لتصبح اليوم الفتاة العربية مثل الغربية تماما اكررها العربية ككل.
ماذا حدث لنا و أصابنا كعرب لكي يصبح الجسد أهم من الروح و العقل و الضمير و الوجدان كي تصبح حياة المجتمعات عرض و طلب و استهلاك ،ماذا حدث يا عرب كي تصبح اعراضنا متدوالة على مواقع التواصل الإجتماعي ماذا حدث كي تغيب الرجولة و يصبح الرجل لا يغار على زوجته و ابنته و أخته و يعرضها لسوق العرض و الطلب؟
هل فهمتم أم لم تفهموا هذه هي القضية التى أصبحت متفشية داخل المجتمعات العربية و التى تهم كل العرب الذين اقتدوا بالغرب تقليد أعمى في النماذج لا أخلاقية و ليست قضية تونسية أو لبنانية هي قضية عربية ككل تهم كل العرب بدون إستثناء لأن الفساد تفشى في كل الأراضى العربية فدمرها و دمر مبادئها بسبب العولمة و القضاء على الخصوصية.