فقط وقبل أن تبدأ في قراءة مقالي، أريد منك عزيزي تكرماً ألا تنزعج من كلماتي .. ولا تنفر من منطوقاتي .. ولا تشمئز من تعبيراتي .. فأنت مثلي ومثل الكثير ،ربما تشعر بالضيق والحزن وربما تتحدث مع نفسك وكأن شيء يهمس بداخلك ويقول بصوت مرتجف ( أنا مش أنا .. لا دي ملامحي .. ولا شكل سني ... ولا دا أنا )، فربما كان ذالك واصخا على وأنا أحضر فرح صديقي   ، والكآبه كانت تكسو وجهي ولم أستطيع أن أسقف، مع العلم أنني  كنت أتمنى أن  أفرح و أسقف كغيري ،بس واللي خلق الخلق يا صاحبي أنا ما فيا حيل أسقف لما الظروف بتسخف ، على عكس ناس كتيرة ما شاء الله عليها أساتذة في التسقيف والرقص و التطبيل سواء في المهرجانات والأفراح أو حتى في الأحزان والأطراح ، فعندما تشاهدهم لا تسطيع غير أن تقول على رأي الباز أفندي  "صلاة النبي أحسن" .

وزي ما قلت لحضرتك في البداية لا تتأفف مما تقرأه ، ولا أقولك خلينا في موضوعنا واللي هنتكلم فيه النهاردة عن (صفقة القرن) ، عفوا هنتكلم عن (قضية القرن) ، أنا آسف يا جماعة شكلي مش مركز فعلاً أقصد هنتكلم عن (بنت الجيران) وعن حلاوة بنت الجيران وخصوصاً أول نظرة منها  وهي سهرانة وواقفه في الشباك ، وتحول هذه النظرة إلى حب ،  وأنا أؤمن بأن هذا الحب  يتسارع الجميع نحوه ليخوضون تجاربه دون مذاكره ، ونسبة النجاح فيه ضعيفة للغاية والنتيجة عدد قليل يكاد لا يذكر من الناجحين، لصعوبة مادتي (الصدق والوفاء) ، هذا الوفاء الذي ربما يغيب عن الكثير من البشر ، وربما لا تجده أحيانا إلا عند الكلاب .

فلعلي أتذكر هنا مشهد للكلب (سولي) وهو مستلقي أمام تابوت الرئيس الأمريكي الراحل (جورج بوش) في منزله، وهو حزين على فراقه، أظنك تتذكره هذا الكلب الذي يمتلك حساباً على إنستجرام ويتابعه أكثر من 86 ألف متابع، حيث كان هناك نوع من الحب والارتباط بين بوش وابنه عفوا وكلبه (سولي) لدرجة أنه كان يحضر معه العديد من اللقاءات الرسمية ، وعندما نُشرت  صورته  على موقع التواصل الإجتماعي أمام تابوت الرئيس (بوش) كتبت عبارة (المهمة انتهت) وفق ما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية ، نعم عزيزي رحل بوش وبقي كلبه ، وعلى الرغم من رحيل بوش الأب إلا إن المهمة لم تنتهي بعد ، فجاء بوش الابن وشن الحرب مرة أخرى على بلد عريق وشقيق هو العراق المجيد ،ليكمل بوش الإبن مسيرة بوش الأب، وكما يقول الشاعر  : مات فى البرية كلب .. فاسترحنا من عواه ، خلف الملعون جروا .. فاق فى النبح أباه . 

فلم تنتهي المهمة بعد ، ولم ينتهي دور الكلاب ، فها نحن نجد الرئيس الأمريكي الحالي ذلك المتعجرف  (دونالد ترامب) يشيد بمشاركة أحد الكلاب العاملة في الجيش الأمريكي  في عملية ملاحقة وقتل زعيم القاعدة (أبوبكر البغدادي) ، وبعدها بساعات نشر ترامب صورة له وهو يقلد الكلب (كونان) وساما ، وعلق عليها قائلاً: (بطل أمريكي) ، وكأن الأبطال الأمريكيين جميعهم كلاب ، ورغم إصابة كلب ترامب إلا أن المهمة لم تنتهي .

ولعلك تذكر معي هنا ما قاله أحد كلاب الصهاينة ، وهو وزير أمن الإحتلال الإسرائيلي السابق (ليبرمان) : (الكلب الذي لا يعض لا ينبح ) ، والتي كانت تنبئ بحدث جلل وجريمة جديدة تضاف لسجل جرائمهم الوحشية التي يسجلها التاريخ يوم بعد يوم بحروف بلون الدماء ، حتى أوفى ترامب بالوعد وكأنه وعد (بولفر جديد) بالإعلان  عما يسمى بــ (صفقة القرن) ، وأهم ما جاء فيها هو إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، دون مراعاة مشاعر العرب والمسلمين، وهنا يستحضرني مشهد في فيلم (الزوجة الثانية) للمبدع صلاح أبو سيف، عندما التقى العمدة وشيخ القرية بأبو العلا (زوج فاطمة) ثم قام العمدة بإخراج حافظة نقوده ومنح أبو العلا بعض المال ثم قال الشيخ : مبروك يا أبو العلا العمدة عايز يناسبك ، فاندهس أبو العلا  قائلا : يناسبني أنا !!! في مين ؟ فرد  الشيخ : في فاطمة مراتك وهيديك حتة أرض تزرعها.

وهكذا جاء ترامب ليمنح ما لايملك لمن لا يستحق ، متحديا كل القوانين و الأعراف دون النظر لرد فعل الطرف الآخر، لأنه يدرك بالفعل كيف سنعالج الأمور ونواجه المواقف؟  ، وبالفعل وليس مثل كل مرة فقط (بالشجب والإدانة والتنديد) ،ولكن بالإرادة والعزيمة إستطعنا أن نحول (صفقة القرن) إلى قضية عالمية وأصبحت تسمى بــ ( قضية القرن) ، بل واستطعنا من خلال (بنت الجيران) أن يصل صوتنا جميعاً للعالم أجمع ، واستطاع (شاكوش) أن يحول قضية القرن (بنت الجيران) من المحلية إلى العالمية ، على  الرغم بأن مطلع (الإتفاقية)  قصدي الأغنية يقول (سكر محلي محطوط على كريمة) ، بل واستطاع (شاكوش)  رغم صوته النشاذ وسرقة اللحن وبالطبلة والصاجات أن يحصد المركز الثاني عالميا على موقع (ساوند كلاود) وذالك بأكثر من 45 مليون مرة استماع لبنت الجيران، ونشر إيلون ماسك صاحب الجنسية الأمريكية وعملاق التكنولوجيا التنفيذي لشركة space x للفضاء ترتيب الأغاني معلقا عليها" أسخن 8 أغاني على ساوند كلاود "٠

ولأن (شاكوش) أصبح يمثل لنا (قضية القرن) فتجد استقباله في الإعلام هو استقبال الفاتحين ، وتشعر بأن (شاكوش) هو من سيحرر القدس من أيدي المغتصبين ، فلم أندهش وأظنك مثلي من قول المذيعة وهي تقدمه في حفل استاد القاهرة والذي حضره أكثر من 60 ألف وهي تقول عليه النجم البطل ، ليبدأ (شاكوش) يغني  ويغني معه الملايين (احنا الاتنين قاطعين.. وأشرب خمور وحشيش.. و تجيني تلاقيني لسه بخيري.. هزي  وسطك ميلي.. و قوليلي فهمتي ايه من عيني والسؤال جاوبيني) .

فقبل أن اختتم مقالي  ، فياريت اللي فاهم حاجه يفهمني أو يجيب (شاكوش) يخبطنا بيه على دماغاتنا يمكن نفهم حاجه من حكاية (سولي) ابن الكلب اللي بيخطط من زمان علشان يخطف (بنت الجيران ) .