خط أحمر
السبت، 27 أبريل 2024 01:20 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

فاتن عبد المعبود تكتب .. شيزوفرينيا 

فاتن عبد المعبود
فاتن عبد المعبود

لو أردت معرفة أي مجتمع انظر إليه من الداخل بنظرة شمولية لكل مناحى الحياة ولمعرفة سبب أي ظاهرة تحدث لا تأخذها بمعزل عن المجتمع وأنظمته وعاداته وتقاليده وثقافته فهى لم تنبت في أرض الوطن صدفة فلها جذور حقيقية تأصلت ونمت بداخلنا وتناثرت عليها خلايا سرطانية موجعة ربما تقضى على حياتنا.


فى لحظة مواجهة مع النفس ومع سماع عبارات مثل ارتفاع حالات الطلاق فى مصر والطلاق الصامت والخرس الزوجى والتحرش والتنمر وضرب الازواج  والزوجات وهروب الأبناء من الاسرة وهلم جر.


 تجد أننا نعانى الانفصام  في التصرفات كافة فى مجتمعنا عندما يتحدث الرجل عن المرأة ويدلل على رأيه من الدين فيقول الرجال قوامون على النساء ومثنى وثلاث ورباع وإن كيدهن عظيم وللذكر مثل حظ الأنثيين والنساء ناقصات عقل ودين  ويتجاهل تماما:«خيركم خيركم لأهله ورفقا بالقوارير، وأستوصوا بالنساء خيراً، وما أكرم النساء إلا الكريم ولا أهانهم إلا اللئيم،
ولن تعدلوا ولو حرصتم ».

يجهر ويتفاخر بضربه لزوجته وشدته وقسوته عليها ويستحى من إعلانه أنه يحبها ويستمع اليها ويشاورها بحكم طبيعة العلاقة التى وضعها الله لنا فى كتبه السماوية لأن المجتمع سيصفه بالضعف وعدم الرجولة. 


يعشق المرأة الجميلة ولكنه لا يريد الزواج منها وان حدث  فهناك ضوابط وقيود تصل فى النهايه إلى أن تكره المرأةهذا الجمال وتعتبره لعنة ولهذا يتردد  فيمالدينا من مخزون ثقافى وأمثال شعبية انه لاحظ للحسناوات.

يفضلون الآن الزواج من المرأة العاملة ولكنها مطالبة بتوفير كل وسائل الراحة والعناية بالزوج والبيت والأبناء ومتابعتهم وتربيتهم وخلافه من المسئوليات الاولى والاهم للمرأة المصرية وكذلك  بعدم التأخير في العمل وهو نفس الشخص المسئول فى وظيفته ولديه سيدات تعمل معه ويطالبهم بعدم مغادرة العمل مثلهن مثل زملائهم حتى يتم الانتهاء من المهام.


ينظر إلى المرأه الناجحة والذكية  بانبهار ولكنه لا يريدها زوجة حتى يصبح هو الصوت الواحد يطالبها بالاهتمام بنفسها ولو اهتمت تبدأ مرحلة الشك والتساؤلات.


ينبهر الشباب بالنموذج الأوروبي للفتيات لثقافتها وجمالها ونجاحها وتعاملاتها ولكنه يفشل في استمرار الزواج منها لأنه في صراع ما بين ما تم تلقينه وبين اماله وأحلامه ورغباته فينتهى بالفشل ويعزى الأمر إلى اختلاف الثقافات .

وإلى المرأة فهى ايضا تعانى الكثير والكثير فهى البنت التى لا ترفع صوتها ولا تجادل وعليها اداء واجبات المنزل لأخواتها من الذكور بحكم انها أنثى وآخر ما تطمح وتحلم به الأسرة لها هو زواجها من الرجل المناسب حتى معنى كلمة المناسب ذاتها أصبحت أزمة فالبنات يخرجن للعمل للحصول على عريس ثم تحقيق الذات فى المرتبه الثانية هذا من وجهة نظر المجتمع مع أن الفتاة نفسها تحلم بتحقيق أحلامها وطموحاتها ونجاحاتها مثلها مثل الرجل تماما وربما المرأة المصرية تتميز بحبها لمنزلها والحفاظ عليه وتضطر أن تبقي فى دائرة الصراع بين العداوة و النكد والمشاكل فهى تحاول إثبات نفسها ككيان من المفترض احترامه واحتوائه وسط حالة من عدم الاتزان من الطرفين .


فتكون المحصلة حياة غير مرضية للطرفين يتجرع فيها الأبناء كل هذه المشكلات فتظهر فى الجيل التالى اكبر وأَلْعَن فتزيد الأرقام والاحصائيات .


لا الوم على فتاة المنصورة التى فضلت الانزواء والهروب بعيدا خوفا من مجتمع لا يرحم فهو لم يرحمها عندما تحرش بها ولم يرحمها حين تنازلت عن حقها وحق كل امرأة ان تمشى فى طريقها سالمة آمنة لايؤذيها احد  حتى لو خالفت العادات والتقاليد فى الزى فهذا ليس سببا لتبرير التحرش فكلنا يعلم ان سيدات محجبات ويتم التحرش بهم فى الشوارع والمواصلات فالامر ليس فى الاحتشام فى الزى وان كان مطلوبا ولكنه فى العقول .


علينا أن نصارح أنفسنا بما نريد ولا نخشي شيئا طالما لا نغضب الله  وطالما نسير في إطار عاداتنا نحن ، إن الرحمة والسكنى والسكينة فيما بيننا هى طريق النجاة والاعتراف بالمرأة داخل المجتمع آمنة سالمة تعمل وتتعب وتربى اجيال وتشارك فى بناء وطن جنبا الى جنب مع الرجل وهو ينظر لها باحترام وتقدير  فى ظل علاقات طبيعية .


علموا ابنائكم تحمل المسئولية تجاه الجنس الاخر علموهم ان زميلاتهم هم اخوات لهم يحافظون عليهم  لا يتحرشون بهم 
نحن بحاجة الى علاج لأمراض مزمنة سكت عنها الجميع منذ الانفتاح على العالم وتغير الثقافات فلا منا حافظنا  على هويتنا وثقافتنا  ولا اخذنا منهج وحياة اخرى وبات الامر فى حالة العدم مجتمع يحمل فى طياته عقد تظهر وتنتشر من جيل لجيل دون ان نعى او نهتم والنتيجة  عدم الرضا  وصراعات داخلية تنعكس على تعاملاتنا مع بَعضُنَا البعض.


أنا لا احمل طرفا مسئولية ما يحدث فهى مسئولية تجمع الرجل والمرأه فكلاهما يعانى من الشيزوفرينيا

فاتن عبد المعبود شيزوفرينيا  مقال خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر