خط أحمر
السبت، 27 أبريل 2024 08:11 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتور السيد الخطاري يكتب: يا هذا.. شُلت يداك !!

خط أحمر

استقيظت صباحاً كعادتي وعادة كل أقراني من بني هذا العصر، الذي بمجرد أن يفتح عيناه يتحسس هاتفه ليلقى عليه نظره ويتجول بين بعض صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، والمواقع الإخبارية المتعددة ليستطلع منها أخبار الدنيا ويستكشف من خلالها حالة الطقس في هذا الشتاء القارص، فاستوقفني خبر قفل يومي - بالضبة والمفتاح- كما يقولون عند أهلينا في الشرقية، تلك المحافطة التي ولدت على أرضها وترعرعت تحت شمسها، وتربيت على طيبة وكرم وخير أهلها الكرام، وهي نفسها مسرح الحادثة الأليمة التي يحويها متن هذا الخبر الذي أقل ما يمكن أن يوصف به بأنه جريمة بل وجريمة وحشية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، والخبر يقول أن شاباً في إحدى قرى محافظة ضرب أمه بالفأس على رأسها فأصابها بكسر بالجمجمة ونزيف حاد بالمخ.

 فوالله لم أتمالك نفسى وبكت عيناى على الفور، فاستفزني الخبر وقررت أن أكتب لكم حتى أفرغ ما بداخلي من مشاعر الحزن وأحسايس الغضب، ولما قررت كتابة هذا المقال قمت بالبحث عن الخبر مجدداً في محرك البحث "جوجل" لاسترجع تفاصيله، فكانت الفاجعة والضامة الكبرى حيث اتضح لى أن هناك ما يقرب من أربعة مليون واقعة مشابهة، الأمر الذي جعلني ازداد حزناً واشتطاط غضباً، وجلست أفكر وأفكر فيما جرى في مجتمعاتنا التي باتت تفتقد للفضيلة والأخلاق والتأدب والإحترام والتفاهم حتي بين الأبناء وأبائهم وأمهاتهم.

فالأم والأب نعمة لا يدركها إلا من افتقدهما أو أحدهما، فوالله لولاهما يا هذا لما كنت أنت، ألا تعلم أنهما سر وجودك في هذه الدنيا؟! ألا تعلم أنك بدونهما ولا شئ؟! ألا تعلم أنهما بابٌ من أبواب الجنة، إن رضيَا عنك مضيتَ إلى الجنة، وإن سخِطاً حُجِبت؟! ألا تعلم أن البر بالوالد يثقِّل الميزان؟!، والبر بالوالدة يشُدُّ الأصل، والذي يشُدُّ الأصل أفضل، ألم تسمع أيها – الغبي - أن الجنة تحت أقدام أمك؟! ألم تقرأ يا - خاسر دينك ودنياك -  قوله تعالى "وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا" ؟! ألم أن تعلم يا - جاحد القلب - أنها حمَلَتِ بحملك أثقالًا كثيرةً، ولقيت وقت وضعك مزعجاتٍ مثيرةً، وبالغت في تربيتك، وسهِرَت في مداراتك، وأعرضت عن جميع شهواتها لمرادتك، وقدَّمتك على نفسها في كل حالٍ ؟! .

شلت يداك وشلت يدي كل من يعتدى على أمه أو أبيه ولو بكلمه، أو يسبب لهما أو لأحدهما ألماً، فلا تنسى أن لهما كل الفضل السابق ، ولهما عليك غاية الإحسان، فحقٌ عليك أن تعترف بإحسـانهما عليك، وواجب عليك برهما والإحسان لهما، وخاصة عندما يبلغـان من العمر عتيـًّـا فيجب التواضع لهما، ومخاطبتهما بالقول اللين، وتكريمهما والدعاء لهما، والطاعة لهما وتلبية أوامرهما، ومعاملتهما برفق ولين، وخفض الصوت عند الحديث معهما، واستعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما، وإحسان التعامل معهما.

وأعود وأكرر وأقول لك ولغيرك إلا الأم، فهي أعظم مخلوق على سطح الأرض، وهي نبع الحنان والحب والعطاء والكرم، تُعطي الجميع دون أن تنتظر أي مقابل، وهي الأمن والأمان، ولا تستحق منك إلا كل خير، لما فعلته وتفعله وستفعله لك في قوادم السنين، وقد خص الله سبحانه وتعالى الأم عن الأب لما تتعرض له من آلام وصعوبات خلال فترة حملك وولادتك، وهي التي احتضنتك في الصغر، وهي المُنشئة والقدوة، ولفضلها العظيم الذي أشار إلىه الرسول عليه الصلاة والسلام حينما جاءه رجل فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك، وبذلك أعطاها حق الأولوية في البر والإحسان والطاعة والمعروف، وجعل برها من أصول الفضائل، وبر الأم يعني إحسان عشرتها، وتوقيرها، وخفض الجناح لها، وطاعتها في غير المعصية، وإلتماس رضاها في كل أمر، وليس بالإهانة والضرب والقتل ... فيا هذا شلت يداك!!

الدكتور السيد الخطاري يا هذاشُلت يداك خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر