المهندس السيد طوبا يكتب: إدارة الوقت


هناك مقولة شهيرة يتداولها معظم الناس وللأسف لا يدركون معانيها وهى: الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك وتنسب تلك المقولة للإمام الشافعى رحمه الله وأضاف عليها الحسن البصرى: يا ابن آدم انما أنت أيام فاذا ذهب يومك ذهب بعضك, وفى الثقافة الفرنسية مثل يقول: الوقت هو ذهب العقل والوقت هو المال, والأخيرة تحديدا يستخدمها الناس فى حياتهم اليومية بكثرة دون إدراك معانيها أو التقيد بها ويعرف الوقت بالمرحلة الزمنية التى يقضيها الإنسان فى الحياة وإذا افترضنا أن معدل نوم الإنسان العادى هو ثمان ساعات فى اليوم فذلك يعنى أن الإنسان يقضى ثلث عمره نائما فماذا يفعل بالثلثين الآخرين من حياته وكيف ينظم ويستغل وقته الاستغلال الأمثل فاذا أهدر الانسان وقته فانما يرجع ذلك إلى عدم احساسه بأهمية الوقت كما وأنه لا توجد فى حياته خطط أو أهداف يسعى إلى تحقيقها أو أنه يستغرق وقتا طويلا فى قضاء أعمال غير مفيدة أو نافعة بل ومدمرة فى بعض الأحيان مثل الغيبة والنميمة والحقد والخوض فى أعراض الناس أو تتبع عوراتهم أو الحديث والتعليق على الرياضة أو السياسة أو أية أمور لا يفقه فيها شيئا أو الاستغراق فى مشروعات غير مدروسة أو لاتعود على نفسه وأسرته والمجتمع بأى فائدة وهنا نشأ علم ادارة الوقت والذى يتناول تحديدا كيفية تعظيم الاستفادة من ثلثى حياتك.
وهناك عدة سبل لتحسين استغلال الوقت وأهمها الاستيقاظ مبكرا لآن العقل يكون فى أوج نشاطه وصفائه فيسعى لرزقه ورسولنا الأمين قال: بارك الله فى البكورة, كما ولا تؤجل عمل اليوم الى الغد وسارع بانهاء أعمالك فى أسرع وقت ممكن فستجد حتما متسعا من الوقت لانجاز أعمال أخرى أو التفكير فى مشاريع أو أهداف يمكنك انجازها كما وأنه من الضرورى تعلم مراقبة الوقت فلا تستنفذ كل الوقت أو معظمه فى انجاز عمل أو اثنين فيدركك الارهاق والتعب وتعجز عن انجاز باقى الأعمال ويتطلب ذلك من الانسان وضع جدول زمنى بسيط بالمهام المطلوب انجازها وكتابتها فى ورقة أو هاتفه مع وضع مواقيت لانهاء كل منها والتنبيه سواء بمنبه أو رنة هاتف كما ينصح دائما بعمل جدول بالأولويات الأهم فالمهم وعليه يتم تقسيم الوقت لكل مهمة حسب أهميتها ويفضل دائما عدم الارتباك بتحديد انجاز مهمتين فى ذات الوقت بل يفضل انجاز الواحدة تلو الاخرى ويتأتى ذلك باعطاء الوقت الكافى لانجاز كل مهمة حتى لا تشعر بضرورة انهاء المهمة قبل اكتمالها بدقة.
وعلى الإنسان دائما مقاومة الكسل والميل لتأجيل عمل اليوم الى الغد حتى لا يزدحم جدولك وتشعر بتكالب المهام والضيق من انجازها وفى خضم عملك ومشغولياتك لا تنسى تخصيص وقت للراحة واعطاء اسرتك حقها من الرعاية والاهتمام لأن ذلك يساعدك على مواصلة رحلة العمل والكفاح حتى لا تفاجأ بأحداث مؤسفة لأحد أفراد أسرتك كان يمكن تجنبها باعطاء بعض الوقت لهم وبذل العناية والاهتمام الكافين لتجنب الأخطار ولامانع اطلاقا فى الاستعانة بآخرين لقضاء بعض المهام الصغيرة فى حين تكرس وقتك لانجاز المهام التى تحتاج عطاءك الشخصى كما ينصح دائما بالتفاؤل والايجابية وأن تحب ما تعمله لأنك فى تلك اللحظة ستستمع بالعمل وتتقنه.
وتأكد أنه لا يمكن دفن ونسيان والتغاضى عن الأخطاء الصغيرة لأنها حتما ستكبر وتتضخم وتنفجر فى وجهك بعد أن استفحلت ووقتها يصبح من العسير ايجاد حلول لها كما وأنت تمارس عملك يجب مراعاة ربك وضميرك فيما تعمل وأن تثق دائما بأن الله هو الرزاق فلا تغافل ضميرك فى عمل تزلفا أو تقربا من رئيس فتظل تحتقر نفسك مدى الحياة أما كبار السن أو المتقاعدين عن العمل فيمكنهم ممارسة هوايات أهملوها بسبب الانشغال بالعمل ويمكن التزود بالعلم والمعرفة ومحاولة مواكبة لغة العصر من استخدامات الكومبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعى فلا سقف ولا سن لتتعلم أشياء جديدة كان وقتك لا يسعفك لتعلمها كما ينصح بقضاء أوقات أكثر مع الأسرة وفى صلة الرحم والمساهمة فى الأعمال الخيرية سواء بالوقت أو النقود المهم أن تكون نافعا لنفسك وأسرتك ومجتمعك وعلى الانسان أن يتذكر دائما أن أى عمل سواء كبر أو صغر يبقى فى سيرته العطرة سواء فى حياته أو بعد مماته أما اهدار الوقت فيما لا نفع فيه سيبقى أيضا شاهدا عليك بالسلب فى حياتك وبعد مماتك ولنع جيدا معنى الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك أو الوقت من ذهب والتى يرددها معظمنا دون العمل بها أو ادراك معانيها