إطلاق برنامج وطني لتأهيل الأطباء الجامعيين بالمستشفيات الجامعية


في خطوة تستهدف سد فجوات معرفية إكلينيكية في مجال الأمراض النادرة لدى الأطفال، شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إطلاق برنامج تدريبي متخصص لتأهيل الأطباء الجامعيين بالمستشفيات الجامعية على التشخيص المبكر والعلاج المتقدم للأمراض النادرة، وذلك ضمن شراكة مؤسسية يقودها المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، وبمشاركة خبراء من التخصصات الطبية الدقيقة.
ويأتي البرنامج في ظل التحديات المرتبطة بتشخيص الأمراض النادرة، التي غالبًا ما تتأخر نتيجة تشابه الأعراض وتعدد التخصصات المعنية، وهو ما يستدعي نماذج تدريبية تعتمد على التكامل الإكلينيكي والتحديث المستمر للمعرفة الطبية.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أن بناء قدرات الأطباء الجامعيين في هذا المجال يُعد أولوية استراتيجية، موضحًا أن الاستثمار في التعليم الطبي المستمر ينعكس مباشرة على جودة الرعاية الصحية وعدالة الوصول إلى العلاج. وأشار إلى أن البرنامج يمثل نموذجًا عمليًا للتكامل بين التعليم العالي والقطاع الصحي، ويسهم في نقل أحدث المفاهيم الإكلينيكية إلى بيئة العمل داخل المستشفيات الجامعية.
وأوضح الوزير أن التدريب المتخصص على الأمراض النادرة لا يقتصر على الجانب العلاجي فقط، بل يشمل تطوير مهارات الاشتباه الإكلينيكي، وتحسين مسارات الإحالة، وتعزيز العمل متعدد التخصصات، بما يدعم الاكتشاف المبكر ويقلل من المضاعفات طويلة المدى لدى الأطفال.
من جانبه، أوضح الدكتور عمر شريف عمر، أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، أن البرنامج يستهدف توحيد منهجيات التشخيص داخل المستشفيات الجامعية، ورفع كفاءة الأطباء في التعامل مع الحالات النادرة والمعقدة، مؤكدًا أن التدريب القائم على الأدلة العلمية والتكامل بين التخصصات يمثل حجر الأساس لتحسين النتائج العلاجية.
وأشار الدكتور أحمد عناني، مستشار وزير التعليم العالي للسياسات الصحية، إلى أن البرنامج يأتي ضمن رؤية شاملة لبناء منظومة تعليم طبي مستمر مستدامة، تعتمد على التحديث العلمي، والتدريب التطبيقي، والتعاون بين التخصصات الطبية المختلفة، بما يتماشى مع التطور السريع في العلوم الطبية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد قشطة، رئيس قطاع العلاقات المؤسسية بشركة أسترازينيكا مصر، إن دعم تدريب الأطباء الجامعيين في مجال الأمراض النادرة لدى الأطفال يسهم في تحسين رحلة التشخيص والعلاج، من خلال التركيز على الفهم المتقدم للمرض وآليات التدخل المبكر، مشيرًا إلى أن البرنامج يستهدف تحقيق أثر إكلينيكي واضح داخل المستشفيات الجامعية.
وأكد الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن البرنامج سينطلق مطلع عام 2026 من خلال نموذج تدريبي هجين يجمع بين المحاضرات التفاعلية المباشرة والتعليم الإلكتروني، ويغطي عددًا من الجامعات في مختلف الأقاليم، بما يضمن إتاحة التدريب المتخصص على نطاق واسع.
ويقود البرنامج لجنة علمية متخصصة برئاسة الدكتورة فاتينة فاضل، رئيس الجمعية المصرية لأمراض كلى الأطفال، ويشارك فيه خبراء في تخصصات تشمل حديثي الولادة، وأمراض الكلى، والدم والأورام، والجهاز الهضمي والكبد، والأعصاب، والغدد الصماء، والوراثة الطبية.
ويتضمن المحتوى العلمي محاضرات متخصصة حول الأمراض الكلوية النادرة لدى الأطفال، واضطرابات الدم والغدد الصماء، والأمراض العصبية والوراثية النادرة، إضافة إلى جلسات مهنية حول معايير الاشتباه الإكلينيكي، ومنهجيات الإحالة، وأهمية التواصل بين التخصصات، بما يعزز الاكتشاف المبكر ويحد من تأخر التشخيص.

.jpg)

































