جيرمين عامر.. رحلة مهنية استثنائية جمعت بين الإرث العائلي والشغف الشخصي


شاركت جيرمين عامر، رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد، في اليوم الثاني للنسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية برعاية رئيس الوزراء.
وفي هذه الجلسة التفاعلية، استعرض خبراء التسويق والاتصالات المؤسسية كواليس صناعة العلامات التجارية من واقع مسيرتهم المهنية المتميزة وتجاربهم العملية الثرية، مقدمين رؤى وأفكارًا تساعد الشباب على فهم أسرار التأثير والإقناع، وتعلم كيفية تحويل الأفكار إلى قصص قوية تصل إلى الجمهور وتخلق ولاءً حقيقيًا للعملاء.
وتمحورت المناقشات حول كيفية صياغة رسائل واضحة ومؤثرة، واستثمار الأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة في بناء سمعة إيجابية، إضافة إلى استعراض أفضل الممارسات في مجال التواصل المؤسسي، وطرق دمج المسؤولية الاجتماعية للشركات ضمن استراتيجيات العلامة التجارية، بحيث تصبح جزءًا لا يتجزأ من هويتها وقيمها.
كما ركز المتحدثون على أهمية الإبداع والابتكار في جذب الانتباه وسط بيئة تنافسية محتدمة، موضحين كيف يمكن للشباب تطوير مهاراتهم في التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الحملات الإعلامية، وبناء العلاقات مع الجمهور بطريقة تضمن التأثير المستدام، مع تسليط الضوء على تجارب حقيقية من شركات بارزة في القطاع المصرفي والاتصالات والإعلام، لتقديم نماذج عملية يمكن الاستفادة منها في أي مجال مهني.
وفي سرد لرحلة مهنية استثنائية جمعت بين الإرث العائلي والشغف الشخصي المتجدد، كشفت جرمين عامر، رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد، عن تفاصيل مسيرتها التي لم تكن خطاً مستقيماً، بل كانت سلسلة من المحطات الاستكشافية حتى العثور على الشغف الحقيقي. ونوهت “عامر” إلى جذورها التي تعود إلى بيت إعلامي من الطراز الأول، فوالدها هو رائد الصحافة الاقتصادية في مصر، وهو من صمم على دراستها للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، انطلاقاً من رؤيته بأن هذه الدراسة هي الظهير الأكاديمي الأمثل لفهم الإعلام بعمق، إلا أن التجربة العملية كان لها رأي آخر في البداية.
واستعرضت “عامر” محاولاتها الأولى في عالم الصحافة والإعلام، إذ سافرت للعمل في وكالة “جلف نيوز” بالخارج، وهناك أدركت حقيقة هامة وهي أنها “لن تكون صحفية”، مبررة ذلك بالضغوط العصبية المزعجة والمستمرة المرتبطة بضرورة متابعة الأخبار لحظة بلحظة خشية أن يفوتها شيء، وهو نمط حياة لم تجد نفسها فيه. وعقب عودتها إلى مصر، خاضت تجربة مختلفة بالعمل في شبكة (ART) كمذيعة برامج أطفال، حيث تدربت على يد الإعلامية القديرة منى جبر، ورغم بريق الشاشات، إلا أنها شعرت مرة أخرى بأن هذا المسار ليس هو الذي تطمح لإكمال حياتها فيه.
وأوضحت رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد أن نقطة التحول الحقيقية كانت باكتشافها لمجال العلاقات العامة والتسويق، حيث وجدت فيه ضالتها وشغفها المفقود، لتبدأ رحلة مهنية ناجحة تنقلت خلالها بين مؤسسات كبرى مثل البنك التجاري الدولي (CIB) وشركة أوراسكوم، وصولاً إلى محطتها الأبرز في “المصرف المتحد”، واصفة تلك التجربة بأنها من أروع التجارب في مسيرتها، خاصة وأنها تزامنت مع فترة دقيقة من الإصلاح المصرفي وعملية دمج ثلاثة بنوك، مما أكسبها خبرة لا تقدر بثمن.
ولم تكتفِ “عامر” بالنجاح المهني، بل قررت قبل نحو خمس سنوات العودة إلى هوايتها القديمة في الكتابة، مدعومة بدراسة أكاديمية من خلال ماجستير في الإعلام تمحورت رسالته حول “المؤثرين” (Influencers)، وهو ما أثمر عن إصدار سلسلة كتب متخصصة، حيث نشرت بالفعل ثلاثة كتب، وتستعد حالياً لإصدار الكتابين الرابع والخامس، لتجمع بذلك بين خبرة المصرفية المتمرسة ورؤية الكاتبة الأكاديمية.


.jpg)































