قال الدكتور محمد عبدالفتاح استشاري الاستدامة واستراتيجيات الطاقة، إن مشروع محطة الضبعة النووية يمثل خطوة محورية في مسار تحول الطاقة في مصر، ويعكس رؤية استراتيجية تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة بناء منظومة الطاقة على أسس الاستدامة والأمن والتنويع، لافتًا إلى ان تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى يؤكد أن الدولة وصلت إلى واحدة من أهم المراحل الفنية في المشروع، وهي مرحلة لا تحقق إلا بعد أعوام من التخطيط الدقيق، والالتزام الصارم بالمعايير الدولية للسلامة.

وأوضح عبدالفتاح، أن ما تحدث به الرئيس السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوضح بجلاء أن مصر تنظر للطاقة النووية باعتبارها ركيزة وطنية لدعم النمو الاقتصادي، ووسيلة استراتيجية لمواجهة تقلبات أسواق الوقود الأحفوري، فالعالم اليوم يعاني من أزمات طاقة متتالية، وارتفاع في الأسعار، مما يجعل امتلاك مصدر ثابت ونظيف مثل الطاقة النووية ضرورة وليس رفاهية، كما أن المشروع يضع مصر في مسار متقدم لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، ويعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، خاصة مع تزايد الطلب الداخلي وتوسع الصناعات الثقيلة والخضراء.

وأكد الدكتور محمد عبدالفتاح، أن الخطوات التي اتخذها الرئيس السيسي من إعادة إطلاق البرنامج النووي، إلى المتابعة المباشرة لمراحل التنفيذ، وصولا لتوقيع أمر شراء الوقود النووي تعكس إرادة سياسية واعية لإحياء حلم نووي ظل مؤجلا لعقود، وقد أكد الرئيس بوتين نفسه أن هذه المتابعة كانت عنصرًا حاسمًا في سرعة الإنجاز.

وأشار استشاري الاستدامة واستراتيجيات الطاقة، أن مشروع الضبعة يحمل بعدًا تنمويًا مهما من خلال توطين التكنولوجيا، تدريب الكوادر المصرية، وإتاحة آلاف الوظائف، بما يخلق صناعة محلية مساندة تمتد لعقود، ومع التزام الجانب الروسي بأحدث معايير الأمان وتقنيات الجيل الثالث، فإن مصر تدخل مرحلة جديدة من الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ترسخ بها مستقبلًا أكثر أمنًا واستدامة.