خط أحمر
الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 11:02 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

توك شو

خبير نووي: تركيب ”قلب مفاعل الضبعة” نقلة تكنولوجية كبرى لمصر

خط أحمر

وصف الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء الأسبق، لحظة تركيب وعاء الضغط للمفاعل الأول بمحطة الضبعة النووية بأنها "إنجاز تاريخي" ونقلة نوعية ومعنوية هائلة، مؤكداً أن هذا التطور المحقق من محطة الضبعة النووية لم يكن ليتحقق لولا وجود إرادة سياسية حاسمة، وهو ما غاب عن محاولات سابقة على مدى عقود.

وعبر الدكتور عبد النبي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، مع الاعلامي محمد مصطفى شردي، على قناة الحياة، عن انطباعه الشخصي العميق تجاه هذا الإنجاز، مستعيداً تاريخ البرنامج النووي المصري الذي عاصره لأكثر من 33 عاماً.

إرادة سياسية حاسمة أنهت عقوداً من المعاناة

وأوضح الدكتور عبد النبي أن انطباعه الحقيقي وفرحته بدأت فعلياً في 19 نوفمبر 2015، وهو التاريخ الذي شعر فيه بوجود إرادة سياسية حقيقية وجادة لتنفيذ المشروع، وقال: "لقد عانينا كثيراً، وشهدنا محاولات فاشلة في عهد الرئيس عبد الناصر، ومحاولتين في عهد السادات، ومحاولة أخرى في عهد مبارك".

وأضاف أن "المشروع النووي 99% منه سياسة"، وعندما تتوفر الإرادة السياسية، كما حدث في مشروع السد العالي، يتحقق الإنجاز، وأشار إلى أن الغرب كان متعمداً في عدم مساعدة مصر، إلا أن توفر القيادة السياسية الحالية غير المعادلة بالكامل.

عرض روسي غير مسبوق.. ثقة وبناء وتمويل

لفت الدكتور عبد النبي إلى نقطة محورية، وهي أن روسيا هي التي عرضت بناء المحطة على مصر، وليس العكس، وذلك بعدما لمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود إرادة سياسية واستقرار في البلاد.

وأكد أن العرض الروسي كان استثنائياً وغير مسبوق عالمياً، حيث قال: "بوتين هو الذي عرض بناء المحطات، وقدم لنا قرضاً بقيمة 25 مليار دولار يمثل 85% من تكلفة المشروع، وهذا أمر لم يحدث ولن يحدث في أي مشروع نووي آخر في العالم". واعتبر ذلك دليلاً على الثقة الكبيرة بين القيادتين المصرية والروسية.

تركيب وعاء الضغط.. "قلب المحطة" جاهز للعمل

وشرح الخبير النووي الأهمية الفنية لتركيب وعاء الضغط، قائلاً: "وعاء الضغط هو المفاعل نفسه، هو القلب الذي سيوضع بداخله الوقود النووي"، وأشار إلى أن تركيبه يعني أن المحطة أصبحت جاهزة لاستقبال الوقود وبدء العمل في الموعد المحدد، بل وقبله.

وذكر أن عملية تصنيع هذا الوعاء تستغرق عادة ثلاث سنوات، لكنه أُنجز في مدة أقل، مما يدل على أن المشروع متقدم على جدوله الزمني رغم انشغال روسيا في تحديات أخرى، وهو ما يثبت التزامها الكامل تجاه المشروع المصري.

أبعد من مجرد كهرباء: أمن طاقة وتكنولوجيا متقدمة

وشدد الدكتور عبد النبي على أن فوائد المشروع تتجاوز بكثير توليد الكهرباء، حيث يمثل أمناً قومياً في مجال الطاقة، وأوضح أن سوق الوقود النووي (اليورانيوم) هو سوق مستقر عالمياً لم يشهد هزات أو تلاعباً منذ 60 عاماً، على عكس أسواق البترول والغاز المتقلبة.

وقدم مقارنة اقتصادية مهمة، قائلاً: "شحنة الوقود النووي التي تعمل لمدة عام ونصف تكلف حوالي 60 مليون دولار. لو شغلنا المحطة بالغاز لنفس المدة، ستكون التكلفة 600 مليون دولار"، مما يظهر حجم التوفير الهائل.

واعتبر أن الأثر الأخطر والأهم هو نقل التكنولوجيا المتقدمة والجودة النووية إلى مصر، قائلاً: "نحن ننقل الجودة النووية للمصانع المصرية، وهذا سيسمح لنا بالانطلاق في صناعات متقدمة مثل الفضاء والصواريخ وغيرها".

كوادر وخبرات للمستقبل على خطى السد العالي

واختتم الدكتور علي عبد النبي حديثه بالتأكيد على أن مشروع الضبعة سيخلق جيلاً جديداً من الكوادر المصرية المدربة على أعلى مستوى، مستشهداً بتجربة السد العالي التي أفرزت خبرات وشركات كبرى، وقال: "لدينا حوالي 30 ألف عامل و4 شركات مصرية كبرى تعمل في المشروع. الخبرات المكتسبة ستؤسس لشركات استشارية وإنشائية وخدمية جديدة، وستجعل للعمالة المصرية سوقاً عالمياً في المجال النووي". مؤكداً أن المشروع هو ضمانة حقيقية لمستقبل مصر التكنولوجي والاقتصادي.

خبير نووي خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة