خبير علاقات دولية يكشف أبعاد الدور المصري في إنهاء الحرب الأهلية بالسودان


أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن مصر تمتلك القدرة على توظيف عمقها الاستراتيجي مع السودان لحماية مصالحها وأمنها القومي في ظل الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن السودان يُعد امتدادًا حيويًا للأمن القومي المصري بحكم الحدود الجنوبية المشتركة، واستمرار تدفق مياه النيل، وتأثير الأوضاع هناك على استقرار البحر الأحمر.
وشدد العزبي على أن التطورات الميدانية في السودان، خاصة في المناطق الحدودية المشتركة، تُشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، ما يفرض على القاهرة اتباع استراتيجية متكاملة تجمع بين التحركات السياسية والدبلوماسية والدعم العربي والتنسيق الأمني.
وأشار إلى أن مصر، منذ بداية الأزمة، تمسكت بمبادئ واضحة تتصدرها: وقف الحرب الأهلية، العودة لطاولة المفاوضات، حماية المدنيين، وتوحيد الرؤية الوطنية السودانية.
وأضاف أن القاهرة بذلت جهودًا متواصلة لتحقيق هذه المبادئ ودفعت بثقلها الدبلوماسي لإيقاف النزيف في السودان.
ولفت خبير العلاقات الدولية إلى تصريحات السفير بدر عبد العاطي خلال زيارته للخرطوم في نوفمبر 2025، والتي أكد فيها رفض مصر لأي محاولات للتقسيم أو السيطرة من الميليشيات، وأن وحدة السودان مسألة مصيرية لأمن المنطقة بأكملها.
كما أكد العزبي أن مصر عززت دورها الإقليمي من خلال استضافة قمة شرم الشيخ في أكتوبر 2025، التي وضعت إطارًا شاملًا لإنهاء الصراع، إلى جانب مطالبة القاهرة بدعم أمريكي للتوصل إلى اتفاق مدني شامل يتضمن تفكيك الميليشيات، وضمان انتقال سياسي شفاف.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد لقاءً مهمًا بين القيادات السودانية في القاهرة، على أمل التوصل لاتفاق يوحّد الصف السوداني، على غرار الاتفاقات التي رعتها مصر سابقًا.
وحذّر العزبي من أن استمرار الحرب يخدم مخططات تفكيك المنطقة العربية، ويستهدف عرقلة التقدم الاقتصادي والصناعي والزراعي الذي حققته مصر في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن القاهرة تتحرك بوعي لإحباط هذه المخططات ودعم استقرار السودان باعتباره خطًا أول للدفاع عن الأمن القومي المصري.

.jpg)










.jpg)






















