خط أحمر
الجمعة، 26 أبريل 2024 02:27 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب: الجمعة البيضاء

خط أحمر

اعتاد أسيادنا الأمريكان وقت استعبادهم لأهلنا من أفريقيا أن يخصصوا اليوم الذى يلى عيد الشكر لبيع العبيد الأفارقة بخصومات وصادف أن كان يوم جمعة ولذلك أطلقوا عليه الجمعة السوداء نسبة لبشرة أهلنا الأفارقة واستمرت تلك العادة الذميمة حتى تلقفتها المحلات التجارية لتعلن خصومات كبيرة وخاصة أيام الجمعة السوداء وبصفتنا مثل القرود نقلد كل ما نشاهد ونرى فيما يتبعه الغرب ذو البشرة البيضاء الناصعة مثلا ومنهاجا يحتذى به أن قلدناهم.

وقامت المحلات التجارية فى مصر والعالم العربى باطلاق خصومات خاصة يوم الجمعة المتوافق مع ما أقره الأسياد الأمريكان والأوربيون بيوم الجمعة الأسود وعلى الرغم من أن غالبية العالم العربى من أصحاب الديانة الاسلامية والتى تعتبر يوم الجمعة عيدا للمسلمين يجتمعون فيه حول خطبة وصلاة الجمعة بالاضافة الى مافى هذا اليوم المبارك من خيرات وفضل وحسنات الا أن طبع القرود فى التقليد يتغلب على أية قيم أو مبادئ يجب الحفاظ عليها والعجيب أن معظم المحلات التجارية فى مصر تنتهز تلك الفرصة لترويج كافة بضائعها الراكدة والمعيبة الا أن المتابع لتهافت الناس على الشراء فى هذا اليوم الميمون يتعجب من كم الصفاقة والجهل والغباء الذى أصاب الناس فيقبلون على الشراء بشراهة ولا أدرى من أين تظهر تلك النقود والثروات والتى تحل عليهم فجأة بعد أن صموا آذاننا بالشكوى من الفقر والحاجة وعدم كفاية الدخل لتوفير أبسط أساسيات الحياة الكريمة إلا أن ما شاهدته فى تلك المناسبة يدحض كافة الادعاءات الكاذبة بعدم وجود دخل كاف.

والمدهش أن طلبة وخاصة طالبات الجامعة يقبلن بشراهة على شراء أدوات التجميل والعطور لدرجة أن محلات النصب تعين حراسة خاصة وتغلق الأبواب لدخول مجموعة تلو الأخرى وينتظر باقى الضحايا فى الخارج فى طوابير فى انتظار الفرج ودخول الجنة لشراء البويات وأدوات التجميل لعل تلك البويات تصلح ما افسده الدهر وهو ما دعى أحد المسئولين بتصريح أنه لولا المساحيق والبويات وأدوات التجميل لتطلقت معظم الزوجات ولأصيبت باقى البنات بالعنوسة.

أما الشباب فيقبلون وبشراهة على شراء الملابس الشبابية المهلهلة والممزقة والأحذية الرياضية وفى طور سلوك القرود فتجد الإقبال على شراء بنطلونات الجينز الممزقة والتى ترتكز على مؤخرة الشباب بشعرة بسيطة أخشى من هبة رياح أن تسقط تلك البنطلونات الرثة ناهيك عن انتشار ظاهرة اطلاق الشعر المجعد تقليدا لنجوم الكرة صلاح والننى وفى حقيقة الأمر فاننى شخصيا أشعر باشمئزاز وقرف عند مشاهدتى لتلك النماذج من الشباب والشابات الذين يرتدون تلك الملابس الغريبة والضيقة والتى تظهر من ملامح الفتيات كافة التضاريس الطبيعية والصناعية ولكن المضحك تعمد معظمهن وضع غطاء على الرأس إيمانا منهن أن ذلك يمثل الحجاب عموما يبدو أننى دقة قديمة ولم أستطع هضم التطور الهائل فى أزياء وملابس الشباب ولكنى استميحكم عذرا فى عدم فهمى واستيعابى لما يحدث, عموما فإن بعض المحلات التجارية قد تنبهت لسوء التسمية وأطلقت على هذا اليوم المجيد الجمعة البيضاء.

والغريب أن وزارة التجارة والتموين وحماية المستهلك لا تلق بالا لما يتم عرضه فى هذا اليوم من بضائع راكدة وربما منتهية الصلاحية أو جدية المحلات فى عرض بضائع بتخفيضات حقيقية ونظرا لسفرى للخارج كثيرا فقد وجدت جدية المحلات التجارية فى عرض نفس البضائع والسلع ولكن بتخفيضات حقيقية أما عندنا فتقوم المحلات التجارية برفع البضائع القيمة من العرض واستبدالها بالرواكد لانعدام الرقابة وأخيرا كتب أحدهم على صفحته أن أعطى متسولا عشرين جنيها فأعاد له منها عشرة وقال له انه يوم الجمعة الأسود..بيض الله جمعتكم وقلوبكم جميعا.                     

المهندس السيد طوبا الجمعة البيضاء خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر