مهرجان مراكش يكرم حسين فهمي وجودي فوستر و جييرمو ديل تورو وراوية


كشف المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن تكريم 4 شخصيات بارزة تعكس مساراتهم الفنية اللامعة "غنى وتنوع الفن السابع" وهم جودي فوستر، وجييرمو ديل تورو، وراوية، وحسين فهمي، وهو فنانون من آفاق مختلفة، يجسّد كل منهم بطريقته الخاصة قوة السينما وبعدها الكوني.
من خلال هذه التكريمات، يؤكد مهرجان مراكش، مجدّدًا مكانته كملتقى للثقافات والمواهب، وفضاء تتقاطع فيه سينمات العالم، حيث تستطيع مختلف الأصوات أن تعبِّر بحرية، لتشكّل خيالنا الجماعي.
- جودي فوستر: الحرية والذكاء في الأداء
اكتشفت موهبة جودي فوستر منذ طفولتها، فعبرت عقودًا من الزمن بثبات وصرامة فنية قلّ نظيرهما، حازت جائزتي أوسكار، ورسخت مكانتها كإحدى أكثر الشخصيات تقديرًا في هوليوود، بفضل قدرتها على الانتقال، بنفس القوة والتفرد، من أداء أدوار ذات عمق درامي استثنائي، إلى إخراج أعمال تحمل بصمتها الخاصة ورؤيتها الشخصية.
وقالت جودي فوستر: «يا له من شرف عظيم أن أكتشف مدينتكم الرائعة مراكش وهي تحتفي بسحر السينما.. أتطلع إلى زيارة معالمها التاريخية وحدائقها وأسواقها، والتجول برفقة أصدقاء جدد وعشّاق الفن السابع».
وتابعت: «أشعر بفخرٍ واعتزاز كبيرين لاختياري لهذا التكريم، كما أتشوق لتقديم فيلمي الفرنسي الجديد حياة خاصة من إخراج ريبيكا زلوتوفسكي.. ستظل هذه الرحلة محفورة في ذاكرتنا إلى الأبد»، تقول جودي فوستر».
- جييرمو ديل تورو: راوي الضوء والظل
في كل عمل جديد، يستكشف جييرمو ديل تورو، سيد أفلام الفانتازيا، والجمال الكامن خلف الوحش، في عوالمه الخاصة، يمتزج الرعب بالرقة، ويتقاطع القبح مع الحنان، وحائز على 3 جوائز أوسكار، اثنتان عن فيلم «شكل الماء»، وواحدة عن فيلم «بينوكيو غييرمو ديل تورو»، وأبدع مجموعة من الأعمال السينمائية المفعمة بكثافة بصرية وعاطفية نادرة، حيث يكشف كل مخلوق فيها عن وميض من الإنسانية.
وقال جييرمو ديل تورو: «تغمرني السعادة وأنا أتلقى مجدّدًا دعوة لحضور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.. منذ زيارتي الأولى، استقبلني المهرجان ومدينة مراكش بحفاوة بالغة.. يشرفني على نحو خاص أن أحظى بالتكريم هنا، وأن أقدّم للجمهور ما أعتبره، بالنسبة لي، أكثر أعمالي خصوصية: فرانكشتاين.. أتطلع للقاء بكم هناك».
- راوية: صوت وحضور وذاكرة السينما المغربية
راوية، واسمها الحقيقي فاطمة هراندي، هي أحد رموز السينما الوطنية، إذ تركت بصمة ستظل راسخة في ذاكرة أجيال من المشاهدين، بفضل قوة آسرة في الأداء وصدقٍ عميق في التمثيل، من خشبة المسرح إلى أفلام نرجس النجار، ونور الدين لخماري، وليلى المراكشي، استطاعت أن ترسخ حضورًا فريدًا يمزج بين الكرامة والعطف والكثافة، كأنه رجع صدى لمشاعر المغاربة جميعًا.
وقالت راوية: «يا له من شرف عظيم أن أتلقى دعوة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. تغمرني سعادة كبيرة وإحساس رائع يصعب وصفه أن أحظى بالتكريم في بلدي، في المدينة الحمراء، في واحد من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم.. علاقتي بالمهرجان هي قبل كل شيء حكاية صداقة ووفاء».
وتابعت: «كل لقاء مع مراكش وجمهورها هو بالنسبة لي لحظة غالية.. أحتفظ بذكريات جميلة عن العديد من الأفلام واللقاءات الرائعة.. شكرًا من أعماق قلبي للمنظّمين. أتطلع بشوق كبير للقاء أصدقائي والجمهور في مراكش».
- حسين فهمي: رمز الأناقة والتجديد في السينما العربية
بحضوره الكاريزمي ونظرته الفاتنة، يجسد حسين فهمي، منذ أزيد من خمسة عقود، نبلَ السينما المصرية وحداثتها، كممثل ومخرج ومنتج، استطاع أن يوفّق بين البعد الفني والجماهيري، مسهمًا في ازدهار السينما العربية وتألقها على الساحة العالمية، ومن خلال كل دور من أدواره، يقدّم فهمي معنى خاصًا للأناقة، حيث تمتزج دقة الأداء بصدق الإحساس.
وقال حسين فهمي: «إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أُكرَّم في دورة سنة 2025 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. بعد مشاركتي في الدورة الأولى، تغمرني السعادة والحماسة لفكرة اللقاء مجددًا بزملائي وأصدقائي من مختلف أنحاء العالم.. لمراكش مكانة خاصة في قلبي، فقد صوّرت هنا أحد أفلامي الأولى دمي ودموعي وابتسامتي. عودتي اليوم إلى هذه المدينة المفعمة بالبهجة لكي أحظى بالتكريم، تعدّ لحظة ثمينة بالنسبة لي. شكرًا لكم جميعًا».
بتكريم هؤلاء الفنانين الأربعة المرموقين، يحتفي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بالسينما في كل أشكالها وتعبيراتها؛ سينما توحّد الشعوب، تعكس تنوّع العوالم، وتؤكد، كل عام، المكانة المتفردة للمغرب في المشهد السينمائي العالمي الذي يشهد حركية كبرى.
- السير الذاتية
جودي فوستر
تُعد جودي فوستر واحدة من أشهر ممثلات جيلها، بفضل مسيرة فنية امتدت لأكثر من خمسين سنة. نالت شهرة عالمية بأدوارها المتميزة في أفلام مثل: «أليس لم تعد هنا»، «سائق التاكسي»، «نيل»، «الاتصال»، «غرفة الذعر»، و«الشجاعة». حازت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن أدائها الرائع في فيلمي «المتهم» و«صمت الحملان»، كما ترشحت مؤخرًا لجائزة أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانٍ عن أدائها في فيلم «نياد».
في سنة 2024، نالت جائزة إيمي لأفضل ممثلة في مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني عن دورها في «المحقق الحقيقي: بلد الليل».
وفي سنة 2025، لعبت دور البطولة في فيلم «حياة خاصة» للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي، والذي تم اختياره ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان.
وخلف الكاميرا، أعلنت جودي فوستر عن بداية مسيرتها في مجال الإخراج سنة 1991 بفيلم «الرجل الصغير تيت»، الذي أدّت فيه أيضًا دور البطولة. ومنذ ذلك الحين، أخرجت عددًا من الأعمال، من بينها: «عطلة نهاية أسبوع عائلية»، «القندس»، «وحش المال»، ومؤخرًا حلقات من مسلسلات «البرتقالي هو الأسود الجديد»، «بيت من ورق»، «المرآة السوداء» و«حكايات من الحلقة».
- جييرمو ديل تورو
أثبت المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو مكانته كأحد أبرز صُنّاع السينما، بفضل أسلوبه البصري الفريد الذي يمزج بين الرعب والفانتازيا والخيال الواسع. منذ فيلمه الروائي الطويل الأول «كرونوس» (1993)، أخرج وأنتج مجموعة من الأعمال التي لاقت استحسانًا واسعًا لدى النقاد، من بينها «عمود الشيطان»، «ميميك»، «هيل بوي»، «متاهة بان»، «حافة المحيط الهادئ»، «القمة القرمزية»، و«شكل الماء»، الذي ترشّح لثلاث عشرة جائزة أوسكار وفاز بثلاث منها، من بينها أوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج.
فاز أيضًا بأوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة عن أول أفلامه التحريكية المنجَز بتقنية إيقاف الحركة «بينوكيو غييرمو ديل تورو»، الذي أخرجه بالاشتراك مع الراحل مارك غوستافسون. وقد عُرض أحدث أفلامه الروائية، «فرانكنشتاين»، لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي.
- راوية
أكدت راوية، واسمها الأصلي فاطمة هراندي، مكانتها كواحدة من أبرز الشخصيات في المسرح والسينما والتلفزيون المغربي. تم اكتشاف موهبتها على خشبة المسرح، وبدأت مسيرتها السينمائية بفضل المخرج محمد العبازي، الذي منحها دورًا في فيلم «كنوز الأطلس»، فلفتت الأنظار إلى حضورها القوي، وجذبت اهتمام نخبة من أبرز المخرجين المغاربة، من بينهم: سعد الشرايبي، والجيلالي فرحاتي، ونور الدين لخماري، ونرجس النجار، وليلى المراكشي، وعبدالحي العراقي.
وشاركت راوية في أفلام بارزة مثل: «عطش»، «شفاه الصمت»، «منى صابر»، «روك القصبة» و«عيون جافة»، الذي نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. كما شاركت في إنتاجات دولية مرموقة، من بينها «والآن.. سيداتي وسادتي» (كلود لولوش)، «الجن» (هوغ وساندرا مارتن)، و«رجال وآلهة» (كزافيي بوفوا).
ونالت عن أدائها في فيلم «مسافة ميل بحذائي» للمخرج سعيد خلاف جائزة أفضل ممثلة سنة 2016 في مهرجاني طنجة وقرطاج، قبل أن تُكرَّم سنة 2018 في مهرجان الإسكندرية السينمائي.
وعلى الشاشة الصغيرة، تركت بصمتها في مسلسلات مغربية لقيت نجاحًا واسعًا، مثل: «منديل صفية»، «موسم جاف» و«جبروت».
كما تألقت على الصعيد الدولي في «شؤون خارجية» و«عائلة رائعة».
بالنسبة للعديد من المخرجين، تجسد راوية نموذجًا نادرًا من التميّز؛ فأداؤها الآسر يجمع بين البساطة والقوة والعمق الإنساني.
- حسين فهمي
وُلد حسين فهمي في القاهرة سنة 1940، وهو واحد من أبرز الأسماء في السينما المصرية والعربية.
وتخرّج من المعهد العالي للسينما سنة 1963، وتابع دراساته في الإخراج بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن ينطلق في مسيرة فنية حافلة شملت أزيد من مئة فيلم ومسلسل تلفزيوني. لفت الأنظار منذ سبعينيات القرن الماضي بأناقته وحضوره المميّز، وأكّد مكانته من خلال أدوار بارزة في أفلام من قبيل «خلي بالك من زوزو» (حسن الإمام)، «المذنبون» (سعيد مرزوق)، و«إسكندرية كمان وكمان» (يوسف شاهين).
وإلى جانب مسيرته التمثيلية، درّس حسين فهمي الإخراج في أكاديمية الفنون بالقاهرة لمدة اثني عشر عامًا، وتولّى إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلال الفترة من 1998 إلى 2001، قبل أن يتولى رئاسته مجدّدًا سنة 2022.
كما جعل التزامه بالقضايا الاجتماعية منه شخصية بارزة على المستوى الإنساني؛ إذ عُيّن سفيرًا للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ثم سفيرًا للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويُعتبر حسين فهمي، رمزًا للسينما المصرية المعاصرة، إذ يجمع في مساره بين الأناقة الدائمة والالتزام الراسخ تجاه الثقافة والحوار بين الشعوب.

.jpg)










.jpg)





















