خط أحمر
السبت، 1 نوفمبر 2025 06:31 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

منوعات

الدكتور أحمد عبود يكتب: الزلنطحي.. كائن لا يعرف الخجل

خط أحمر

في زمن الانبهار السريع و"اللايف كل يوم"، ظهر كائن جديد على السوشيال ميديا اسمه الزلنطحي، وده لا لقب فني ولا رتبة عسكرية، أبدًا، ده لقب بيتمنّاه كل واحد شايف نفسه محور الكون.

الزلنطحي هو الشخص اللي يدخل أي نقاش، حتى لو عن فيزياء الكم، ويقول بثقة: "أنا كنت قاري عنها من أسبوع"، مع إن آخر حاجة قرأها كانت قائمة أسعار الكشري.

الزلنطحي مايعرفش يعني إيه خجل، ومؤمن بمبدأ، "لو اتكلمت كتير الناس هتصدق"، وبيعيش على قاعدة: "الاقتحام أول الطريق للشهرة".

هتلاقيه في كل مناسبة بيتصدر المشهد من غير ما حد ينده عليه، يتكلم في الميكروفون، يصوّر سيلفي، ويحلل الوضع الاقتصادي وهو لابس تريننج!

ولو حد سأله: "إنت مين؟"
يرد بثقة: "أنا معروف... دور عليّ!"

الغريب إن الزلنطحي مش بس بينتشر، ده بيتـكاثر!
واحد في الشغل، واحد في القهوة،
وواحد بيعمل "لايف" عن كيفية النجاح وهو لسه بيستلف كارت شحن.

الزلنطحي مش محتاج إنجاز،
هو بيعيش على الأضواء،
ولو مافيش أضواء، يولّع لنفسه كشاف الموبايل ويبدأ العرض.

هو الشخص اللي ممكن يدخل مكان فيه خمسين بني آدم محترم،
فيقرر يعمل دوشة عشان الناس تبص له،
ولو محدّش بص، يبدأ يشتم فيهم ويقول: "الناس هنا مش مثقفة!"

الزلنطحي في النهاية حالة إنسانية غريبة،
مزيج من الثقة الزائدة والجهل المطبق،
يؤمن أن الجرأة تعويض عن الكفاءة،
وأن الصوت العالي بديل عن المنطق.

وللأسف، في زمن الترند،
الزلنطحي هو اللي بيكسب المشهد،
لأنه أكتر واحد عنده استعداد يعمل أي حاجة... المهم يتشاف!

وفي النهاية، لو دخل الزلنطحي موسوعة "جينيس"،
مش علشان إنجاز،
لكن علشان قدر يقاطع نفسه أكتر من خمسين مرة في دقيقة واحدة!

الدكتور أحمد عبود الزلنطحي كائن لا يعرف الخجل خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة