نشرت صحيفة «لاتينوس» المكسيكية، تقريرا مفصلا حول المتحف المصري الكبير، الذي وصفته بـ«الهرم الرابع»، واستعرضت فيه الصعوبات التقنية التي واجهت المشروع على مدى سنوات مع مجموعة من الأحداث الإقليمية والدولية التي عطلت افتتاحه، بدءًا من الأحداث الداخلية مرورا بالتوترات بين إسرائيل وإيران، وجائحة كورونا، والأزمات الاقتصادية العالمية، وصولًا إلى الحرب في غزة، ورغم هذه التحديات، يستعد المتحف الذي يُطلق عليه البعض اسم «الهرم الرابع»، نظرًا لتصميمه المعماري القريب من طراز أهرامات الجيزة وقرب موقعه منها، لافتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر المقبل، على أن تستمر فعاليات الافتتاح 3 أيام، بحيث يُسمح للجمهور العام بزيارة المتحف اعتبارًا من الثلاثاء 4 نوفمبر 2025.

وأوضحت الصحيفة المكسيكية أنَّ المتحف المصري الكبير بدأ فتح بعض قاعاته تدريجيًا أمام الزوار، إذ تستقبلهم عند المدخل الرئيسي تمثال ضخم لرمسيس الثاني بارتفاع 12 مترًا ويعود تاريخه إلى أكثر من 3200 عام، ليقف حارسًا جديدًا لعظمة الحضارة الفرعونية، موضحة أن رمسيس الثاني، ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشرة الذي عاش حتى بلغ السابعة والثمانين، هو نفسه الذي أمر ببناء معابد أبو سمبل الشهيرة لتخليد انتصاره في معركة قادش عام 1274 قبل الميلاد، إلى جانب معبده الجنائزي في طيبة، المعروفة اليوم باسم الأقصر.

ويُتوقع أن يستقبل المتحف ما يصل إلى 15 ألف زائر يوميًا، ويضم نحو 100 ألف قطعة أثرية، إلى جانب مخازن أثرية ضخمة ومختبرات ترميم متطورة. صُمّمت قاعاته الفسيحة والمضيئة لتمنح الزائر إحساسًا بأنه يسير داخل موقع أثري حقيقي.

أما الكنز الرئيسي فهو كنز الملك توت عنخ آمون، صاحب المقبرة الفرعونية الوحيدة التي اكتُشفت كاملة دون أن تمتد إليها يد اللصوص، والتي لن تُعرض محتوياتها بالكامل إلا مع الافتتاح الرسمي للمتحف، وسيتم عرض نحو 5400 قطعة من مقتنيات المقبرة التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922.

وكانت هذه القطع، من قناع الموت الشهير والنعال الذهبية إلى الجواهر والعرش الذهبي الوحيد الباقي من عروش الفراعنة، موزعة بين متحف التحرير بالقاهرة ومتحف الأقصر، قبل أن تُجمع لأول مرة في مكان واحد.

وسيُعرض الكنز في معرض مخصص يسمح للزائر بتتبع حياة الملك الشاب الذي أحدث تحولات كبرى في مصر القديمة قبل أن يرحل عن عمر 19 عامًا.

واستعرضت الصحيفة قاعات المتحف الكبير التي تتوزع في تسلسل زمني متصل يتيح للزائر السفر عبر العصور المختلفة من تاريخ مصر القديمة، ورغم أن بعض القطع الأيقونية، مثل حجر رشيد وتمثال نفرتيتي، ما زالت خارج مصر في لندن وبرلين على التوالي، إلا أن المتحف يمثل بانوراما شاملة للتراث المصري الذي تحاول الدولة استعادته منذ سنوات.