قال الإعلامي محمد موسى، في تعليقه على مشهد ما بعد اتفاق شرم الشيخ للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "من غزة، تبرز اليوم أسئلة أكبر من الاتفاق نفسه.. هل حان وقت المصالحة؟ أم أن الخلافات ما زالت أقوى من الوطن؟"
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن ما يشهده العالم من حديث عن إعادة إعمار غزة ليس مجرد نقاش هندسي أو مالي، بل هو حديث عن إعادة بناء حياة، وعن إعادة الأمل لشعب فقد كل شيء إلا الإصرار على البقاء.
وأشار إلى أن الحديث عن إعمار الحجر لا يكتمل دون الحديث عن إعمار البشر، متسائلًا: هل الفصائل الفلسطينية التي تفرقت وتصارعت لسنوات قادرة اليوم أن تتوحد على قلب رجل واحد وتبدأ صفحة جديدة؟ أم أن كل طرف ما زال يرى نفسه أهم من وطنه؟
وأكد موسى أن ما شهدته غزة خلال العامين الماضيين كان كارثيًا بكل المقاييس؛ آلاف الشهداء، مدن دُمرت بالكامل، وبنية تحتية انهارت. لافتًا إلى أن إعادة الإعمار ليست مشروعًا هندسيًا فحسب، بل معركة وعي وضمير ووحدة، تحتاج إلى أكثر من 70 مليار دولار لتعيد للحياة نبضها هناك.
وشدد موسى على أن القضية ليست فيمن يحكم أو من يمتلك الكلمة الأخيرة، بل في وطنٍ ينزف وشعبٍ يموت كل يوم بانتظار بصيص أمل، مضيفًا أن المرحلة الحالية ليست وقت تصفية حسابات أو مزايدات سياسية، بل وقت أن يتكلم الجميع بعقل الوطن لا بعقل الفصيل.
وقال إن الفلسطينيين يقفون اليوم أمام لحظة فارقة إما أن تكون بداية حقيقية لاستعادة الكرامة وبناء المستقبل، وإما أن تكون محطة جديدة في مسلسل الانقسام الذي أرهق القضية وأضاع عمرها.
وأضاف: ما حدث في شرم الشيخ ليس مجرد اتفاق، بل اختبار للعقول والقلوب والضمائر.. فإما أن ندرك أن الوطن أهم من الكراسي والشعارات والمكاسب السياسية، أو نترك أنفسنا نضيع من جديد.
وختم موسى: «من لا يضع مصلحة فلسطين فوق كل اعتبار، فهو جزء من الخراب نفسه. غزة اليوم لا تحتاج إلى شعارات ولا خطب.. بل إلى رجال يعرفون معنى الوطن حقًا».