سياسيون ودبلوماسيون يتحدثون لـ”خط أحمر” عن أحداث السودان


* السفير جمال بيومي :مصر اتخذت موقف جريء بدعوة الدول العربية والاجنبية للمساهمة في تمويل الحكومة السودانية
* السفير حسين هريدي : الدبلوماسية المصرية،تقف على مسافة واحدة من كافة الأحزاب والقوى السياسية في السودان
* اللواء مجدي عبدالحليم : ما يحدث في الشرق الأوسط عموما هو مخطط ممنهج لتقسيم الشرق الأوسط والدول العربية
* ناجي الشهابي : وجود الرئيس السيسى على رأس الاتحاد الافريقى جنب السودان الشقيق سوء فهم قادة الاتحاد الافريقى لثورتهم
تعتبر الاحتجاجات السودانية هي سلسلة من الاحتجاجات التي اندلعت يوم 19 ديسمبر عام 2018 في بعض المدن السودانية بسببِ ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد على كلّ المستويات .. " خط أحمر " فتح هذا الملف مع عدد من الدبلوماسيين والسياسيين والخبراء الأمنيين الذين جاءت رؤيتهم كالأتي : ـ
السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق قال ان مصر دولة مهمة، وهي أكبر جارة اقليمية للسودان،وان مشكلة السودان صعبة للغاية، مؤكدا من الصعب إقناع السودانيين أن الوحدة تحت مظلة علم واحد سيعود بالفائدة لهم جميعا.
وأضاف "كنا دولة واحدة قديما، و مازال المجتمع السوداني يعيش حياة القبلية"، مشيرا الى ان السودان معرض للتقسيم مرة أخرى، و هنا يأتي دور مصر لتعليم السودانيين معنى أن تكون الدولة موحدة، مؤكدا ان مصر ستؤدي دورها بشجاعة ومرونة.
وتابع قائلا: "نحن كمجتمع متجانس، لا ندرك صعوبة مايدور في السودان أو الصومال، لأن هذه البلدان، مجرد قبائل لا تنظر لبلدها على إنها وطن موحد، ومنهم من يقول أنا من الخرطوم أو من دارفور وهكذا".
وأوضح السفير بيومي، ان اكتشاف البترول في السودان، أدى إلى مشكلة أكبر، وهي انفراد قبائل السودان بهذا البترول.
ولفت بيومي ، إلى أن مصر دعت كل الدول التي لها موقف من هذه الأحداث سواء في السودان أو ليبيا لمحاولة مساعدتها بالنصح والمشورة والقرارات، مضيفا ان مصر اتخذت موقف جريء بدعوة الدول العربية والاجنبية للمساهمة في تمويل الحكومة السودانية الجديدة لأنها تعاني نقص كبير في التمويل.
أما السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق رأي أن ما يحدث في السودان هو انتفاضة شعبية لحكم استمر لمدة ثلاون عاما، وقد تدخل الجيش وعزل الرئيس السابق ووجه له تهم فساد واعتقل كبار معاونيه، ويوجد خلافات بين القوى السياسية والمجلس العسكري الانتقالي، هذا هو الوضع الراهن في السودان".
واكد هريدي ، علي أن الدبلوماسية المصرية،تقف على مسافة واحدة من كافة الأحزاب والقوى السياسية في السودان، وتساند كل ما يتفق عليه الأشقاء السودانيين ، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي قال أن حل المشكلة في يد السودانيين أنفسهم، وأنا اتفق تماما مع هذا الرأي، وإذا احتاجت السودان أي شئ فمصر ستكون في العون".
ومن جانبه رأي اللواء عبدالحليم مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني الدولي ، أن دور مصر ليس اليوم فقط وإنما منذ فترة طويلة مع الدول المجاورة مثل السودان وليبيا، وهذا عمق أمن قومي لمصر، وهذا ما وضحه الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء لقاءه مع قيادات المجلس العسكري الحالي في السودان ، ومصر تدعم الاستقرار في السودان بطرق كثيرة ومن ضمنها القمة الإفريقية المصغرة التي عقدها الرئيس السيسي اليوم مع عدد من الرؤساء والزعماء الأفارقة لأن هذا يعتبر استقرار للأمن القومي المصري.
وتابع عبدالحليم : أن ما يحدث في الشرق الأوسط عموما هو مخطط ممنهج لتقسيم الشرق الأوسط والدول العربية، والمشكلة في السودان أن النظام كان مستبدا و معروف أنه سينهار.
ويخشى عبدالحليم من وجود الإخوان على الساحة سواء في السودان أو الجزائر لاستكمال المخطط الصهيوني الذي بدأوه لأنهم هم الأداة الذين يستخدمونها اللوبي الصهيوني لتقسيم الشرق الأوسط حتى ينتهي دورهم ثم يقضون عليهم.
أما ناجي الشهابى رئيس حزب الجيل ، رأي أن انعقاد القمة الأفريقية المصغرة جاء كتأكيد جديد على عزم مصر على إستعادة دورها القائد فى محيطها العربى والافريقى .
وقال الشهابي أن الرئيس السيسي أكد علي دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة في صياغة مستقبل بلاده وما سيتوافق عليه.
وتابع الشهابى ان وجود الرئيس السيسى على رأس الاتحاد الافريقى جنب السودان الشقيق سوء فهم قادة الاتحاد الافريقى لثورة الشعب السودانى وانحياز الجيش السودانى لها كما حدث سابقا من تجميد لعضوية مصر بعد ثورة شعبها فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وأضاف الشهابى ان كلمات الرئيس السيسى فى القمة التشاورية انصفت الشعب السوداني وسلوكه السلمى المتحضر والسلمي والذي أثبت قدرته على التعبير عن إرادته وطموحاته في التغيير والتحول الديمقراطي القائم على سيادة القانون ومبادئ الحرية.
وأشار الشهابي إلي ما اعلنه الرئيس السيسي من إن القمة الأفريقية المصغرة منحت المجلس العسكري في السودان مزيدا من الوقت لإقامة نظام ديمقراطي..وانتقال سلمى للسلطة يحفاظ على مؤسسات الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها، وللحيلولة دون الانزلاق الى الفوضى وما يترتب عليها من آثار مدمرة على السودان وشعبه وعلى المنطقة برمتها ، مؤكداً علي أن افريقيا والامة العربية مشتاقة لمصر ولدورها القائد الذى يحمى مصالح العرب والافارقة الحيوية .