محمد موسى: الاقتصاد تحول إلى السلاح الأشد فتكًا في يد القوى العالمية


قال الإعلامي محمد موسى إن ما يُعرف بالحركة الصهيو–ماسونية أدرك مبكرًا أن السيطرة الحقيقية لا تكون فقط على الأرض، بل على العقول، ولذلك وجهت جهودها نحو التعليم والمناهج والإعلام، باعتبارها الأدوات القادرة على تشكيل وعي الشعوب وتوجيهها دون استخدام القوة.
وأضاف محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن الاقتصاد تحول إلى السلاح الأشد تأثيرًا في القرن العشرين، بعدما أصبحت البنوك العالمية وصناديق الاستثمار والمؤسسات المالية الكبرى أدوات تخدم مصالح اللوبيات العالمية، مؤكدًا أن من يتحكم في حركة الأموال يتحكم تباعًا في السياسة والإعلام والحروب.
وأوضح موسى أن الثقافة الشعبية أيضًا لم تسلم من هذا التوجيه، إذ تُستخدم السينما والموسيقى والدراما والموضة في تمرير قيم وأفكار محددة، تُعيد إنتاج صورة “البطل الغربي” مقابل “الإنسان العربي المتخلّف”، في محاولة ممنهجة لتشكيل الوعي العام وفقًا لأجندات خفية.
وأشار إلى أن التحكم في المعلومة أصبح أخطر من التحكم في السلاح، إذ تخضع مراكز الأبحاث والإحصاءات والرأي العام في الغرب لهيمنة فكرية متشابهة، ما يجعل المعلومات التي تصل إلى الجماهير عبر المنصات الكبرى موجهة، وليست محايدة كما يُظن.
وتابع أن التاريخ نفسه كُتب من وجهة نظر المنتصرين، فبينما يروّج الغرب لقيم “النهضة” و“الحرية”، يتجاهل فصولًا من الاستعمار والاستعباد مارسها بحق شعوب آسيا وأفريقيا، في محاولة لتلميع صورته باعتباره المنقذ لا الغازي.
وبيّن موسى أن تفكيك الهوية العربية والإسلامية جزء من المخطط، عبر إضعاف الانتماء القومي والديني واستبداله بمفاهيم “الحداثة المطلقة”، لتتحول اللغة والرموز والقيم إلى أهداف للهدم وإعادة الصياغة، حتى يفقد الإنسان خصوصيته الحضارية.
ولفت إلى أن التكنولوجيا أصبحت الحليف الأخطر في يد القوى المهيمنة، إذ باتت شركات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات أدوات للسيطرة الفكرية، فيما تُستهدف القيم الدينية بإعادة تعريفها وتفريغها من جوهرها المقاوم، لتُقدَّم في شكل مقبول ظاهريًا لكنه خالٍ من الروح.
وأكد أن ما يسمى بـ"الصعود الثالث" يسعى إلى إعادة تعريف الإنسان نفسه، من خلال مفاهيم جديدة للهوية والنوع والحرية، ليصبح الفرد مجرد رقم في منظومة استهلاكية ضخمة تفتقر إلى الهدف والمعنى.
وشدد موسى على أن المعركة الحقيقية اليوم هي معركة وعي، وليست عسكرية فقط، وأن امتلاك الوعي والمعرفة هو السلاح الأقوى لمواجهة محاولات الهيمنة الفكرية والثقافية.
وأضاف أن أخطر أدوات الحركة الماسونية عبر التاريخ هي التخفي وراء رموز وشخصيات مؤثرة، لا تنتمي بالضرورة إلى التنظيم لكنها تتبنى أفكاره أو تعمل في مؤسسات تخدم توجهاته، فتتحول إلى أدوات لترويج قيم محددة دون وعي الجمهور.
وأوضح أن الشركات الكبرى التي تدير تفاصيل الحياة اليومية من التكنولوجيا إلى الأزياء والمشروبات والإعلانات تسهم في صناعة نمط حياة استهلاكي يربط السعادة بالماديات، ويُبعد الإنسان عن التفكير في الغاية والمعنى.
واختتم موسى حديثه بالتأكيد على أن الماسونية الحديثة لم تعد تنظيمًا سريًا بالمعنى التقليدي، بل منظومة فكرية عالمية تتحكم في مسارات الاقتصاد والثقافة والإعلام، وتعيد تشكيل وعي الإنسان ليخدم مشروعها القيمي الجديد.