محمد موسى يكشف جذور اللوبي الصهيو–ماسوني ومخططاته في المنطقة العربية


قال الإعلامي محمد موسى إن ما يجري في المنطقة من مؤامرات ومخططات وعدوان سياسي وعسكري من جانب الكيان الإسرائيلي لا يمكن النظر إليه بمعزل عن جذورٍ فكرية وتنظيمية ممتدة عبر قرون، تقودها قوى ضغط ونفوذ تُعرف تاريخيًا بـ"اللوبي الصهيو–ماسوني"، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة كانت ولا تزال تحاول إعادة تشكيل العالم وفق مصالحها الخاصة.
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن جذور هذه الحركة تعود إلى بدايات القرن السابع عشر، وتحديدًا إلى عام 1717، حين ظهرت الماسونية كقوة منظمة هدفها المعلن "هدم النظام القديم" في أوروبا والعالم، وبناء نظام جديد يخدم مصالحها ويُمكّنها من السيطرة على مراكز القرار.
وأكد أن يهود أوروبا كانوا العقل المدبر خلف تأسيسها، رغم محاولات المؤسسات الإعلامية والفكرية التابعة للدوائر الصهيونية إنكار هذه الحقيقة والترويج لفكرة أنها "نظرية مؤامرة".
وأشار موسى إلى أن الماسونية توسّعت سريعًا بعد تحالفها مع النظام الملكي البريطاني، الذي وفّر لها الحماية والرعاية، ومن خلال هذا التحالف نشأت الجمعيات العلمية والفكرية في النصف الثاني من القرن السابع عشر، ثم تأسس أول محفل ماسوني في لندن، لتبدأ من هناك مرحلة الانتشار الواسع في أوروبا، وصولًا إلى فرنسا وألمانيا وبحلول القرن الثامن عشر، أصبحت الماسونية ذات نفوذ واسع في ثلاث قوى كبرى: بريطانيا، فرنسا، والولايات المتحدة.
وأضاف أن هذه الحركة كانت وراء التحولات الكبرى التي شهدتها أوروبا، من الثورة الصناعية إلى إسقاط سلطة الكنيسة والملوك، مرورًا بإعلاء قيم "العقل والعلم وحرية الفرد"، وهو ما اعتبره محمد موسى "غطاءً فكريًا لهدف سياسي أعمق" يتمثل في إعادة هندسة المجتمع العالمي بما يخدم مصالح القوى الخفية.
وأكد أن الماسونية جعلت من القدس وفلسطين مركزها الروحي والسياسي، وجعلت السيطرة عليهما هدفًا مقدسًا لكل عضو فيها، باعتبار أن بناء ما يسمونه "معبد سليمان" هو رمز تحقيق السيطرة النهائية ومع نهاية القرن التاسع عشر، كان النفوذ الماسوني اليهودي قد تغلغل في أوروبا والولايات المتحدة إلى درجة أن الدعوة إلى إقامة "وطن قومي لليهود في فلسطين" أصبحت مطلبًا علنيًا، تمهيدًا لما عُرف لاحقًا بوعد بلفور وسقوط الدولة العثمانية.
وأشار موسى إلى أن بريطانيا، التي كانت خاضعة في تلك الفترة لتأثير المحافل الماسونية، هي التي مهدت الطريق لاحتلال فلسطين، ثم انتقل هذا النفوذ لاحقًا إلى الولايات المتحدة ومؤسساتها الإعلامية والسياسية والبحثية، مؤكدًا أن هذه الحركة لا تزال حتى اليوم تتحكم في كثير من مراكز الفكر والإعلام والمنظمات الدولية، وتكتب التاريخ من منظورها الخاص.
وشدد موسى على أن الشعوب العربية بحاجة إلى إعادة قراءة التاريخ الحديث بعقل نقدي جديد، لأن كثيرًا من المفاهيم التي نعيش عليها اليوم صيغت في الأصل داخل دوائر فكرية ماسونية تحت شعار "التنوير"، بينما كانت في حقيقتها أداة تضليل معرفي ضخم استُخدم لإعادة تشكيل الوعي العام.
وختم موسى حديثه بالتأكيد على أن مواجهة هذا النفوذ تتطلب حراكًا علميًا وفكريًا جادًا، يقوده المفكرون والباحثون والجامعات والمراكز البحثية، حتى يتم تصحيح مسار المستقبل الذي يُعاد هندسته حاليًا عبر مؤسسات دولية وشركات كبرى، وقال: "الوعي هو سلاحنا الحقيقي... ومتى امتلكناه، لن يتمكن أحد من إعادة كتابة مستقبلنا دون إرادتنا".