علق الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي، على تصريحات المبعوث الأمريكي ومستشار الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنر، قائلا: إن المواقف الدولية تجاه ما تقوم به مصر تتباين بين إشادة واضحة وانتقادات متحفظة، إلا أن الثابت أنّ الدور المصري في جهود وقف إطلاق النار لم يكن وليد اللحظة، بل امتداد طبيعي لمسار طويل من العمل السياسي والدبلوماسي الهادئ.
وأوضح مهران في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن مصر لعبت دورًا محوريًا في المنظومة الإقليمية الراهنة، إذ كان لها تأثير مباشر في تثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار ورفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرًا إلى أنّ مبادرات القاهرة جاءت مدروسة ومبنية على خبرة تراكمية في إدارة ملفات الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف أستاذ القانون الدولي أنه بالرغم من التصريحات الأمريكية الإيجابية، إلا أن المطلوب الآن هو ترجمة تلك التصريحات إلى مواقف حقيقية على الأرض، لافتًا إلى أن التغير في اللهجة الأمريكية لم يرافقه حتى الآن أي تغيير جوهري في سياسات الاحتلال، رغم الإعلان عن بدء سحب القوات من بعض مناطق القطاع في منتصف النهار.

وأشار مهران إلى أن الاتفاق الذي رعته القاهرة له ضوابط وآليات تنفيذ محددة، تم وضعها وفق مراحل زمنية واضحة، وهو ما يعكس كفاءة الأجهزة المصرية، ولا سيما جهاز المخابرات العامة، في إدارة مفاوضات معقدة بهذا المستوى.

وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أدار هذا الملف بحكمة واقتدار أشاد بهما المجتمع الدولي بأسره، حتى أن بعض الأصوات في الأوساط السياسية طالبت بمنحه جائزة نوبل للسلام تقديرًا لجهوده الممتدة على مدار عامين في سبيل التهدئة ووقف نزيف الدم الفلسطيني.

وتابع قائلاً: “لقد شاهد العالم بأسره رمزية مشهد قيادات حركة حماس وهم يسيرون في شرم الشيخ – أرض السلام – في حماية الدولة المصرية، وهو مشهد لم يكن ليحدث في أي مكان آخر سوى مصر، التي أثبتت من جديد أنها بلد الأمن والاستقرار، ودرع العروبة الأول في الدفاع عن القضية الفلسطينية.”

وختم مهران تصريحه بالتأكيد على أنّ التاريخ سيسجل لمصر موقفًا لا ينسى في دعم الشعب الفلسطيني، وأنها ستظل الحاضنة العربية الأمينة للقضية الفلسطينية، والقادرة على إعادة التوازن إلى المنطقة بفضل قيادتها الحكيمة وأجهزتها القوية ورؤيتها الثابتة نحو السلام العادل.