خط أحمر
الخميس، 18 سبتمبر 2025 03:46 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدارةهشام موسي

مقالات

اللواء أحمد زغلول يكتب: شراكة دفاعية سعودية – باكستانية تغير معادلة الشرق الأوسط

خط أحمر

شهدت العاصمة السعودية الرياض حدثاً استثنائياً في التاريخ المعاصر للعلاقات العسكرية في العالم الإسلامي، حيث وقّعت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية اتفاقية دفاع استراتيجي مشترك، في إعلان واضح لتأسيس شراكة أمنية نوعية بين البلدين.

وقّع الاتفاقية:

(*) المملكة العربية السعودية: صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز – وزير الدفاع.

(*) جمهورية باكستان الإسلامية: الفريق أول سيد عاصم منير – قائد الجيش الباكستاني.

(*) تنص الاتفاقية على أن: “أي اعتداء على أحد الطرفين يُعد اعتداءً على الطرف الآخر، ويستوجب الرد والدفاع المشترك.”

هذا البند يُعد حجر الزاوية في التحالف الجديد، ويُمهّد لتحول استراتيجي في خارطة الأمن الإقليمي والدولي.

هل بدأ العالم العربي والإسلامي بالخروج من عباءة واشنطن؟

الاتفاق بين الرياض وإسلام آباد يطرح تساؤلات جوهرية، هي:

هل نحن بصدد نظام أمني إسلامي جديد ومستقل؟، هل بدأت الدول الكبرى تخسر نفوذها أمام صعود التحالفات الإقليمية؟، ما أثر هذا الاتفاق على علاقات السعودية وباكستان بالولايات المتحدة والغرب؟

السعودية وأمريكا •• من الشراكة إلى إعادة التقييم:

طوال عقود، مثلت العلاقات السعودية–الأمريكية نموذجاً للتحالف التقليدي القائم على البترول والأمن. لكن السنوات الأخيرة شهدت فتوراً متزايداً للأسباب التالية:

١. تراجع الثقة في الالتزام الأمريكي بأمن الخليج.

٢. السياسات الأمريكية المتحيزة تجاه إسرائيل في القضايا الإقليمية.

٣. الاتفاق الدفاعي مع باكستان يرسل إشارة واضحة تؤكد أن الرياض بصدد تنويع شراكاتها الأمنية والخروج من الاعتماد على واشنطن.

باكستان وأمريكا •• شراكة هشّة تعيد تشكيل نفسها:

العلاقات الباكستانية–الأمريكية طالما شابها التوتر والريبة، لا سيما بعد انسحاب واشنطن من أفغانستان. والتحالف الجديد مع السعودية قد يعزز توجه باكستان نحو شركاء أكثر توازناً، مثل الصين والسعودية وتركيا.

هل تمهد الاتفاقية لتحالفات عسكرية إسلامية جديدة؟

الاتفاق السعودي–الباكستاني يُمثل أكثر من تعاون ثنائي، بل هو بداية لنظام أمني إسلامي نابع من الداخل، لا يُدار من واشنطن أو موسكو أو بكين.

رسالة إلى العالم •• نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا:

الاتفاق يعكس قناعة متزايدة لدى صُنّاع القرار العرب والمسلمين بأن:

١. الاعتماد على القوى العظمى بات غير مضمون.

٢. المصالح المشتركة بين الدول الإسلامية أكبر من خلافاتها.

٣. بناء تحالفات عسكرية متوازنة هو الطريق لفرض الأمن الإقليمي.

هل المنطقة أمام سباق تسلح جديد؟

في ظل غياب منظومة أمن جماعي عربية–إسلامية، يخشى المراقبون من أن يؤدي الاتفاق إلى:

١. تسارع الدول لتوقيع تحالفات عسكرية مماثلة.

٢. زيادة الطلب على التسليح المتطور.

٣. سباق تقني في مجالات التسليح والتطوير العسكري.

وهو ما قد يُطلق موجة غير مسبوقة من التسلح، إذا لم يُدار التحول بحكمة سياسية وتنسيق استراتيجي بين العواصم الكبرى في الشرق الأوسط.

مصر اللاعب الرئيسي الغائب الحاضر:

رغم أن الاتفاقية لم تشمل مصر، إلا أن العلاقات المصرية–السعودية أقوى من أن تتأثر. تدرك مصر تماماً أن أي تحرك استراتيجي في المنطقة لن يكون ناجحاً دون دور مصري واضح.

١. مصر وسياسة التوازن الاستراتيجي: تنفتح القاهرة على جميع القوى دون الاعتماد الأساسي على أي منها.

٢. تحافظ على تحالفاتها مع الغرب، وتتعاون مع روسيا والصين.

٣. تدعم أي ترتيبات دفاعية تعزز الأمن القومي العربي والإسلامي.

هل يجب ضم مصر إلى هذا التحالف؟

من المؤكد، فمصر تمتلك:

١. أكبر جيش عربي نظامي.

٢. ثقلاً سياسياً وإقليمياً.

٣. شبكة تحالفات دولية متزنة.

٤. دمجها في أي تحالف دفاعي يُكسبه مشروعية وقوة أكبر.

ما موقف إسرائيل والدول الغربية؟

تل أبيب: تخوفات رغم عدم الاستهداف
رغم أن الاتفاق لا يذكر إسرائيل، فإنها ترى فيه:

١. تحولاً استراتيجياً قد يُعقّد المعادلة الأمنية في المنطقة.

٢. فرصة لخصومها (مثل إيران وتركيا) لدراسة الموقف.

الاتحاد الأوروبي: صمت وتحفّظ:
لا تعليق رسمي من بروكسل حتى الآن، لكن مصادر دبلوماسية ألمحت إلى:

١. القلق من زيادة التوتر في الشرق الأوسط.

٢. الدعوة لتنسيق أمني إقليمي شامل يشمل جميع الفاعلين.

واشنطن: خيبة أمل مكتومة
لم تصدر تصريحات رسمية، لكن الأوساط الأمريكية تعتبر الاتفاق:
“صفعة لتحالفات واشنطن التقليدية في الشرق الأوسط.”

التوصيات والمستقبلية

1. توسيع نطاق الاتفاق ليشمل قوى عربية مثل مصر والإمارات.

2. إطلاق مركز عمليات إسلامي مشترك لمكافحة التهديدات العابرة للحدود.

3. تحفيز الصناعات الدفاعية المشتركة.

4. تعزيز الدبلوماسية لتجنّب التصعيد.

خلاصة المشهد السعودي–الباكستاني

١. اتفاقية الدفاع بين السعودية وباكستان إعلان استراتيجي جديد في المنطقة العربية.

٢. تؤسس لتحالفات مستقلة عن القوى الغربية، وتعيد رسم خرائط النفوذ في الشرق الأوسط.

٣. مصر تبقى حجر الزاوية لأي أمن عربي–إسلامي مستقبلي.

٤. المنطقة أمام لحظة حاسمة: إما نظام أمني متماسك، أو سباق تسلح يهدد الاستقرار.

اللواء أحمد زغلول تحالف الردع الإسلامي الجديد اتفاقية الدفاع المشترك السعودية باكستان خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة