غادة والي أمام مؤتمر وكالة الطاقة الذرية: العلم منارة سلام والتنمية هي السبيل لمستقبل آمن


في أجواء دولية مثقلة بالاضطرابات والتوترات الجيوسياسية، وقفت الدكتورة غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في فيينا، لتخاطب الدورة التاسعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بكلمة حملت رؤية إنسانية عميقة ورسالة دبلوماسية رفيعة.
أكدت والي أن الوكالة الدولية، للطاقة الذرية في زمنٍ يتزايد فيه الخطر النووي وتتسع فيه دوائر الانقسام، تمثل صرحًا شامخًا للعلم والحياد والتعاون الدولي، مشيرة إلى أن رسالتها السامية لا تقتصر على الضمانات النووية ومنع الانتشار، بل تمتد لتضيء آفاق التنمية المستدامة في الصحة والزراعة والطاقة وحماية البيئة.
وشددت والي على أن التكنولوجيا النووية، إذا ما وُظفت للأغراض السلمية، تتحول إلى أداة أمل للبشرية، تعزز الأمن الغذائي، وتدعم جهود مكافحة الأمراض، وتوفر بدائل طاقة نظيفة، بل وتسهم في مواجهة تحديات العصر مثل التلوث البلاستيكي. وأضافت أن هذه التطبيقات تشكل برهانًا على أن التقدم العلمي حين يُسخّر للصالح العام، يصبح جسرًا نحو عالم أكثر عدلاً وأمانًا.
وأعربت والي عن تقديرها العميق لموظفي الوكالة الذين يعملون في ظروف صعبة ومعقدة، واصفة إياهم بحماة السلم والعلم على حد سواء. لكنها أكدت أن مسؤولية حفظ الأمن النووي لا يمكن أن تقع على عاتق الوكالة وحدها، بل هي التزام جماعي يفرض على الدول الأعضاء الوفاء بعهودها واحترام القانون الدولي.
وختمت كلمتها بدعوة ملؤها الإصرار والتفاؤل، قائلة إن التعاون والدبلوماسية ليسا خيارًا بين خيارات، بل هما الطريق الوحيد نحو أمن وسلام مستدامين. “إن حجم المخاطر لا يترك لنا ترف التردد”، على حد تعبيرها، مشددة على أن وحدة الموقف والإرادة السياسية هما ما سيحول العلم إلى درع يحمي البشرية لا سيف يهددها.