قال المهندس ياسر الحفناوي، رئيس الجالية المصرية في جدة بالمملكة العربية السعودية، إن الزيارة السريعة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية ولقائه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في نيوم، تحمل رسائل سياسية واقتصادية عاجلة، وتؤكد أن التنسيق المصري-السعودي صار العنوان الأبرز لإدارة الملفات الإقليمية الحساسة ودفع مسارات التنمية المشتركة، موضحا أن حرارة الاستقبال السعودي والتأكيد المتبادل على عمق الروابط الأخوية بين البلدين يضعان أسس مرحلة جديدة أكثر ديناميكية، عنوانها تعظيم الاستثمارات وتسريع إنشاء مجلس التنسيق الأعلى المصري-السعودي بوصفه المظلة المؤسسية لتوحيد الرؤى وترجمة الاتفاقات إلى برامج تنفيذية محددة.

وأضاف «الحفناوي»، أن دلالة توقيت اللقاء لا تقل أهمية عن مخرجاته، إذ جاء في ذروة تطورات إقليمية متسارعة تتصدرها حرب غزة وتداعياتها الإنسانية والأمنية، ما يجعل من القاهرة والرياض قطبي توازن لا غنى عنهما لتهدئة الأوضاع وفتح مسارات عملية لوقف إطلاق النار، لافتا إلى أن تأكيد الزعيمين على إدخال المساعدات دون عوائق والإفراج عن الرهائن والأسرى ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين أو إعادة فرض الاحتلال العسكري على القطاع، ينسجم مع الثوابت العربية ويمنح الجهود المصرية زخما إضافيا، الأمر الذي يضيف زخماً للمبادرات السعودية الأخيرة وعلى رأسها مخرجات مؤتمر "حل الدولتين" بإسناد سياسي واقعي يربط بين الإغاثة العاجلة والحل النهائي القائم على الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأشار رئيس الجالية المصرية، إلى أن الجزء الاقتصادي من الزيارة ليس تفصيلاً مكملاً، بل هو جوهر رؤية البلدين للمستقبل؛ فالاتفاق على إطلاق شراكات في مجالات التكامل الصناعي وتوطين الصناعات التكنولوجية والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة والتطوير العمراني، يترجم الانتقال من التعاون التقليدي إلى بناء سلاسل قيمة إقليمية قادرة على خلق وظائف وتعزيز الأمن الإمدادي وتحصين الاقتصادات أمام الصدمات، مؤكدا أن تسريع تفعيل مجلس التنسيق الأعلى سيعني عمليا تحويل التفاهمات إلى جداول زمنية ومؤشرات أداء، بما يضمن أن تكون الشراكة المصرية-السعودية رافعة للنمو في البلدين وجسرا للتكامل العربي الأوسع.

وشدد «الحفناوي»، على أن رسائل نيوم تتجاوز الثنائية إلى الإقليمي، فإلى جانب غزة، حمل اللقاء توافقا صريحا على أولوية الحفاظ على استقرار دول المنطقة وصون وحدة أراضيها ومؤسساتها الوطنية، وهو ما يضع حدودا واضحة لأي سيناريوهات فوضى أو إعادة رسم خرائط بالقوة، موضحا أن هذا التلاقي بين القاهرة والرياض يمنح العواصم العربية مساحة حركة أكبر لإعادة صياغة العلاقة مع القوى الدولية على قاعدة المصالح المتبادلة، ويعيد الاعتبار للدور العربي كمبادر لا مجرد متلقٍ للأحداث.

وشدد المهندس ياسر الحفناوي، على أن الزيارة أكدت أن قنوات التواصل بين القيادتين مفتوحة على مدار الساعة، وأن القدرة على اتخاذ قرارات سريعة باتت سمة للعلاقة المصرية-السعودية، بما ينعكس مباشرة على أوضاع الجاليات في المملكة وعلى حركة التجارة والاستثمار والسياحة، معتبرا أن هذا النسق من التنسيق السياسي والاقتصادي هو الطريق الأقصر لتخفيف كلفة الأزمات على الشعوب، وتحويل تحديات المرحلة إلى فرص حقيقية للتنمية والسلام.