خط أحمر
الخميس، 21 أغسطس 2025 03:26 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

خارجي

مسئول أممي: متوسط الأعمار بغزة تراجع جراء الحصار الإسرائيلي

خط أحمر

حذّر مدير الاتصالات الأول في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، جوناثان فاولر، من أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة جعل الفلسطينيين فيه بحالة "هشاشة مفرطة"، مؤكدًا أن متوسط الأعمار في القطاع بدأ بالتراجع.

وتعليقًا على الأوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع تحت وطأة حرب الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج الذي ترتكبه تل أبيب، قال فاولر في مقابلة مع الأناضول، إن الحرب والحصار الإسرائيلي على القطاع تتسبب بموت الأطفال بسبب سوء التغذية.

وأشار إلى أن الوضع الكارثي في غزة مستمر منذ فترة طويلة، واصفًا ما يجري بأنه "أزمة إنسانية هائلة"، وأن ما يُبذل للتخفيف من حدّة هذه الأزمة "ضئيل جدًا".

وأوضح أن ما يحدث هو نتيجة "خيارات سياسية تهدف إلى حرمان الفلسطينيين بشكل متعمّد من الغذاء والإمدادات الأساسية".

ولفت إلى أن تسجيل وفاة أكثر من 100 طفل بسبب سوء التغذية، ومعاناة 13 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية "ليست أرقامًا مفاجئة في ظل هذه الظروف".

وتابع: "غزة تسجل اليوم أعلى معدل بتر أطراف بين الأطفال في العالم، حيث يوجد نحو 4 آلاف طفل مبتور الأطراف، و17 ألف طفل يتيم، إضافة إلى استشهاد 18 ألف طفل وإصابة 20 ألفًا آخرين. وهناك مليون طفل محرومون من التعليم. كل هذه الأرقام تختصر حجم المأساة، والأطفال هم رمزها الأوضح."

ولفت المسئول الأممي إلى أن السلطات الإسرائيلية فرضت في مارس الماضي حظرًا كاملًا على دخول المساعدات، ومنذ مايو يتم السماح بمرور بعض الشحنات "لكن في ظروف قاسية للغاية وبكميات غير كافية".

وذكر أن نتائج ذلك "واضحة، إذ يموت الأطفال بسبب سوء التغذية، وهذا نتيجة مباشرة للخيارات السياسية المتبعة. إنه أمر لا يمكن القبول به".

مساعدات غير كافية

وأوضح فاولر أن الأمم المتحدة ما زالت تحاول إقناع إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات على نطاق واسع، لكن التقدّم غير كافٍ.

وانتقد المسئول الأممي أنشطة ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تعمل بإشراف أمريكي إسرائيلي منذ مايو الماضي، واصفًا إياها بأنها "ليست جهة محايدة"، وأنها لا تعمل بمستوى فعّال كالمنظومة الأممية.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.

وقتل الجيش الإسرائيلي، منذ بدء عمل هذه الآلية وحتى الثلاثاء الماضي، نحو ألفي فلسطيني وأصاب قرابة 15 ألفا آخرين معظمهم في محيط مراكز التوزيع الأمريكية، وفق حكومة غزة.

وأضاف فاولر: "صحيح أن هناك زيادة طفيفة في المساعدات، لكنها لا تقترب حتى من المستوى المطلوب".

وأردف: "نحن نتحدث هنا عن الاحتياجات الأساسية. القطاع بحاجة إلى 500 – 600 شاحنة مساعدات يوميًا، ليس من أجل حياة مريحة، بل فقط من أجل البقاء، لكن هذا المستوى لم يتحقق في أي يوم منذ اندلاع الحرب. ونتائج ذلك واضحة ميدانيًا. الوضع الإنساني يزداد سوءًا مع استنفاد الناس كل وسائل التكيف".

وأشار فاولر إلى وجود 3 آلاف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو ما لا يؤدي فقط إلى خطر الوفاة جوعًا، بل يهدد مستقبلهم الصحي لسنوات طويلة.

كما أوضح أن النظام الصحي في غزة "منهار تمامًا"، حيث دمّرت الهجمات الإسرائيلية المستشفيات والمراكز الطبية، وأصبح الحصول على الرعاية شبه مستحيل.

أيام بلا طعام

وأشار فاولر إلى أن المعاناة في قطاع غزّة لا تقتصر على الأطفال، بل تشمل الجميع، حيث يُجبر السكان الفلسطينيون على النزوح المستمر، ما يحرمهم من الرعاية الطبية اللازمة.

وأضاف: "سوء التغذية يجعل الناس أكثر عرضة للالتهابات والأمراض الأخرى. الأمور كلها مترابطة وتفاقم الوضع. اليوم، واحد من كل ثلاثة أشخاص في غزة يبقى أيامًا بلا طعام، وواحد من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية".

وذكر أن الفلسطينيين بالقطاع "يعيشون في وضع شديد الهشاشة بسبب الحصار الممتد منذ سنوات طويلة، ونحن الآن في مرحلة بدأ فيها متوسط الأعمار بالتراجع. كل ما تحقق من إنجازات صحية في الماضي يتبدد. هذه هي الحقيقة المرة التي نعيشها".

وختم فاولر بالتأكيد على أن غزة هي أخطر مكان في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، وأن 360 موظفًا في "الأونروا"، بينهم من كانوا على رأس عملهم، استشهدوا منذ أكتوبر 2023.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و64 شهيدا، و156 ألفا و573 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصا، بينهم 112 طفلا.

الاحتلال غزة فلسطين طوفان الأقصى أخبار العالم خارجي أخبار مصر أخبار اليوم خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة