مواد طبيعية وعادات صحية تعالج الضغط العالي


علاج الضغط العالي، ارتفاع ضغط الدم أو ما يُعرف بالضغط العالي من أكثر الأمراض شيوعًا في العصر الحديث، ويُطلق عليه أحيانًا "القاتل الصامت" نظرًا لأنه قد لا يظهر بأعراض واضحة في مراحله الأولى.
وإذا تُرك الضغط العالي دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتات الدماغية، النوبات القلبية، والفشل الكلوي.
ورغم توفر العلاجات الدوائية، إلا أن العديد من الناس يلجؤون إلى الطرق الطبيعية سواء كعلاج تكميلي أو كوسيلة للوقاية والسيطرة على هذا المرض المزمن.
أوضحت الدكتورة مها سيد أخصائية التغذية العلاجية، أن علاج الضغط العالي من الأمور التي يمكن الاستعانة فيها بالعديد من المواد الطبيعية من أطعمة ومشروبات، ولكن رغم أن الطرق الطبيعية فعالة في مساعدة الجسم على تنظيم ضغط الدم، إلا أنها لا تُغني عن المتابعة الطبية خاصة لمن لديهم ارتفاع ضغط مزمن أو يتناولون أدوية.
وفي هذا التقرير، تستعرض أخصائية التغذية العلاجية، أبرز المواد والعادات الطبيعية التي تساهم في خفض ضغط الدم المرتفع.
أولًا: الثوم
يُعد الثوم من أبرز المواد الطبيعية التي تساعد في خفض ضغط الدم بفعالية، حيث يحتوي على مركبات الكبريت، مثل الأليسين، التي توسع الأوعية الدموية وتحسّن تدفق الدم. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن تناول الثوم الطازج يوميًا أو مكملات مستخلص الثوم يمكن أن يخفض الضغط الانقباضي والانبساطي بشكل ملحوظ.
طريقة الاستخدام:
يمكن تناول فص إلى فصين من الثوم يوميًا على الريق، أو إضافته إلى السلطات والطعام بعد الطهي للحفاظ على خصائصه الفعالة.
ثانيًا: الكركديه
شاي الكركديه معروف بخصائصه الخافضة للضغط، حيث يساعد على استرخاء الأوعية الدموية وتقليل ضغط الدم تدريجيًا. ويُفضل تناوله بدون سكر للحصول على أقصى فائدة.
طريقة الاستخدام:
يُغلى الكركديه ويُترك ليبرد، ثم يُشرب كوبان إلى ثلاثة أكواب يوميًا.
يُفضل استشارة الطبيب لمرضى الضغط المنخفض أو من يتناولون أدوية للضغط.
ثالثًا: بذور الكتان
بذور الكتان غنية بالألياف وأحماض الأوميغا 3، وتعمل على تقليل الالتهاب وتحسين صحة القلب، مما يساعد في خفض ضغط الدم.
طريقة الاستخدام:
يمكن طحن ملعقة كبيرة من بذور الكتان وتناولها مع الزبادي أو إضافتها للعصائر أو السلطات.
يُفضل استهلاكها مطحونة لسهولة الامتصاص.
رابعًا: الزنجبيل
الزنجبيل يساعد على تحسين الدورة الدموية ويقلل من التوتر الذي يُعد أحد العوامل المساهمة في ارتفاع ضغط الدم. كما يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية تساعد في تعزيز صحة القلب.
طريقة الاستخدام:
يُغلى الزنجبيل الطازج في الماء ويُشرب كمشروب دافئ.
أو يُستخدم مبشورًا في الطعام أو مع العسل والليمون.
خامسًا: الشوفان
تناول الشوفان الغني بالألياف القابلة للذوبان يساعد في تقليل نسبة الكوليسترول السيئ، مما يُقلل من ضغط الدم ويحافظ على صحة الشرايين.
طريقة الاستخدام:
يُمكن تناول الشوفان على الفطور مع الحليب أو الماء والفواكه الطازجة.
أو استخدام دقيق الشوفان في المخبوزات الصحية.
سادسًا: الرمان
عصير الرمان يحتوي على مضادات أكسدة قوية تساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل ضغط الدم المرتفع عند تناوله بانتظام.
طريقة الاستخدام:
شرب كوب من عصير الرمان الطبيعي يوميًا بدون إضافة سكر.
أو تناول حبوب الرمان كجزء من الوجبة اليومية.
سابعًا: تقليل الملح وزيادة البوتاسيوم
الصوديوم الزائد يؤدي إلى احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم، لذلك يُنصح بتقليل كمية الملح في الطعام واستبداله بالأعشاب الطبيعية كالأوريغانو والزعتر والكمون. في المقابل، يُعد البوتاسيوم عنصرًا مهمًا في تنظيم ضغط الدم، ويمكن الحصول عليه من الموز، البطاطا الحلوة، السبانخ، والأفوكادو.
ثامنًا: ممارسة النشاط البدني
النشاط البدني المنتظم مثل المشي، السباحة، أو ركوب الدراجة، يساعد في تقوية القلب وتنظيم ضغط الدم. حتى ممارسة المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في تقليل ضغط الدم.
تاسعًا: تقنيات الاسترخاء وتقليل التوتر
التوتر النفسي المستمر يرفع مستويات الكورتيزول في الجسم مما يساهم في ارتفاع ضغط الدم. ويمكن استخدام تقنيات الاسترخاء مثل:
التنفس العميق والتأمل.
الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
ممارسة اليوغا أو الصلاة بتركيز.
النوم الكافي والمنتظم.
عاشرًا: تقليل الوزن الزائد
الوزن الزائد، خاصة في منطقة البطن، يضغط على القلب والشرايين ويزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم. لذا فإن فقدان 5-10% من الوزن يمكن أن يُحدث تحسنًا ملموسًا في قراءة ضغط الدم.
نصائح تساعدك في السيطرة على الضغط العالي:
الإكثار من شرب الماء لتسهيل عمل الكلى.
تجنب الكحول والتدخين، فهما من أبرز عوامل الخطر.
عدم الإفراط في تناول الكافيين.
مراقبة الضغط بانتظام وتدوين القراءات لمتابعة التحسن.
وأخيرًا لفتت الدكتورة مها سيد، إلى أن الدمج بين نمط حياة صحي واستخدام العلاجات الطبيعية يمكن أن يكون وسيلة آمنة ومستدامة للسيطرة على ضغط الدم العالي، والوقاية من مضاعفاته على المدى الطويل.
كما أن الاهتمام بالغذاء، والنشاط، والراحة النفسية ليس رفاهية، بل هو ضرورة لكل من يسعى لحياة صحية ومتوازنة.