محمد موسى: إسرائيل ترسم خريطة جديدة في الشرق الأوسط بضربات مُوجهة ومدروسة


قال الإعلامي محمد موسى إن ما تشهده المنطقة العربية حاليًا ليس مجرد تصعيد عسكري من جانب الكيان الإسرائيلي، بل هو جزء من خريطة جديدة تُرسم في الإقليم بعناية.
وأوضح محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، أن الغارات الجوية الإسرائيلية ليست عشوائية، بل تحمل كل ضربة منها رسائل مشفرة، وتستند إلى حسابات أمنية واستخباراتية دقيقة، مما يعكس حجم المخطط الإسرائيلي لإعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي في المنطقة.
وأشار إلى أن الغارات على سوريا، رغم أنها ليست بالأمر الجديد، إلا أن ما حدث مؤخرًا يمثل نقلة نوعية في العمق والتأثير، حيث استهدفت مناطق قريبة من مطار دمشق، ورئاسة أركان الجيش السوري، بل وامتدت إلى محيط قصر الرئاسة نفسه، في دلالة على أن النظام السوري بات عاجزًا عن إدارة المشهد، وأن الدولة تُفرغ سياسيًا وعسكريًا أمام أعين الجميع.
وفيما يخص لبنان، أوضح محمد موسى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة لا تأتي فقط كرد فعل على إطلاق صواريخ من الجنوب، بل تهدف إلى تحجيم حزب الله ومنعه من الانخراط المباشر في معادلة الصراع في غزة، ضمن ما وصفه بـ"سياسة الضربات الوقائية" التي تنتهجها إسرائيل. واعتبر أن هذا السلوك يعكس قلقًا إسرائيليًا متصاعدًا من جبهة الشمال.
أما الوضع في فلسطين، فأكد الإعلامي محمد موسى أنه يدخل في إطار أكثر تعقيدًا، إذ تشن قوات الاحتلال غارات على غزة ونابلس وجنين، وتواصل عمليات الاعتقال في الضفة الغربية، مستهدفة رموز المقاومة، في محاولة لفك أي رابط محتمل بين الجبهات الفلسطينية الثلاث. ومع ذلك، تواجه إسرائيل مقاومة نوعية غير تقليدية، وهو ما يشير إلى تطور أدوات المواجهة لدى فصائل المقاومة.
ولفت إلى أن هناك حديثًا داخل بعض الدوائر السياسية والاستخباراتية بأن ما تقوم به إسرائيل حاليًا مرتبط بمحاولة فرض أمر واقع جديد قبل أي اتفاق نووي محتمل بين واشنطن وطهران، وهو الاتفاق الذي قد يؤدي إلى رفع العقوبات عن إيران، ومن ثم توسيع نفوذها الإقليمي.
وأكد محمد موسى أن ما يجري ليس قرارات عسكرية لحظية، بل تحركات تُدار من غرف استخباراتية وشبكات مصالح، وسط صراع إقليمي ودولي على النفوذ والسيطرة. واختتم بقوله: "السؤال الحقيقي الآن: هل سيظل العرب في موقع المتفرج؟ أم أن هناك أدوات ردع حقيقية يمكن تفعيلها في الوقت المناسب؟".