خبير علاقات دولية: نتنياهو لا يملك الإرادة الحقيقية للتوصل إلى اتفاق بغزة


قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة شهدت مرحلتين متباينتين؛ الأولى سادها منسوب مرتفع من التفاؤل، خاصةً قبيل زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، في ظل رغبة الإدارة الأمريكية آنذاك بقيادة دونالد ترامب في إنهاء الحرب، موضحًا أن ذلك التفاؤل لم يدم طويلًا، إذ سرعان ما تراجع بسبب ما وصفه بسياسة "المناورة والمراوغة" التي يتبعها نتنياهو باستمرار.
وشدد “سيد أحمد”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، على أن نتنياهو لا يملك الإرادة الحقيقية للتوصل إلى اتفاق، ودائمًا ما يلجأ إلى وضع شروط جديدة بمجرد الاقتراب من حلّ النقاط الخلافية، ما يؤدي إلى تفجير مسار التفاوض، موضحًا أن نتنياهو يحاول الدفع بخريطة انسحاب جديدة تشمل بقاء قوات الاحتلال في نحو 40% من قطاع غزة، ما يكشف عن نوايا واضحة لتنفيذ مخطط التهجير القسري، ودفع الفلسطينيين إلى مناطق ضيقة تحت غطاء ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية" جنوب القطاع.
وانتقد موقف الإدارة الأمريكية، معتبرًا أن رغبتها المُعلنة في وقف إطلاق النار لم تُترجم إلى ضغوط فعلية على حكومة الاحتلال لوقف نزيف الدم الفلسطيني، والمجازر اليومية التي تُسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني يوميًا، بينهم عدد كبير من المدنيين، مضيفًا: "الإدارة الأمريكية تملك القدرة الكاملة على إنهاء الحرب خلال ساعات قليلة، وتمتلك أدوات سياسية واقتصادية ضاغطة، لكن غياب الرغبة الحقيقية هو ما يعيق أي تقدم".
وأشار إلى أن واشنطن تمارس دورًا مزدوجًا، من خلال الترويج العلني لمساعٍ تفاوضية، بينما تتبنى فعليًا الرؤية الإسرائيلية بالكامل، وتجلس في مقعد الاحتلال، مؤكدًا أن الرئيس ترامب لا يفرض أي ضغوط على نتنياهو، ولا يريد اتخاذ أي خطوات تتعارض مع مصالحه، سواء على المستوى الداخلي أو فيما يخص شكل التسوية وشروط الهدنة.