خبير عسكري: الدعم الغربي لأوكرانيا جزء من لعبة التوازنات الكبرى


أكد اللواء عادل العمدة، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا لا يمكن قراءته بمعزل عن الصراع الاستراتيجي الأوسع بين القوى الكبرى، معتبرًا أن ما يجري هو جزء أصيل من لعبة التوازنات الدولية التي تعيد تشكيل خريطة النظام العالمي.
وأوضح العمدة في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن حلف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، يسعى من خلال هذا الدعم إلى مواجهة تصاعد النفوذ الروسي، خاصة بعد أن كشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن طموح موسكو في استعادة مواقعها القديمة كلاعب دولي مؤثر.
تابع: "زيادة الإنفاق الدفاعي للناتو إلى 5% من الناتج المحلي بحلول عام 2035 ليس مجرد قرار مالي، بل خطوة ذات دلالة عسكرية واستراتيجية تهدف إلى رفع حالة التأهب القصوى في مواجهة التحدي الروسي المتصاعد".
وأشار العمدة إلى أن الغرب يسعى لاحتواء أي محاولات من الكتلة الشرقية ممثلة في روسيا والصين ومنظمة شنغهاي وتحالف البريكس لإحداث توازن حقيقي في مواجهة الهيمنة الغربية، لا سيما بعدما أظهرت بكين دعمًا سياسيًا ولوجستيًا متزايدًا لموسكو.
وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام الملف الأوكراني كأداة ضغط على روسيا والصين معًا، في محاولة للحفاظ على مكانتها كقوة قطبية وحيدة تتحكم في القرار الدولي، لافتا إلى أن الضربات التي وجهت إلى إيران مؤخرًا ليست سوى رسائل غير مباشرة تؤكد أن واشنطن ما زالت تمسك بزمام النظام العالمي، وترفض فكرة التعددية القطبية".
وختم اللواء العمدة حديثه بالتأكيد على أن التوازنات الراهنة هشة، وأن المنطقة والعالم يشهدان تحولات عميقة ستنعكس خلال السنوات المقبلة على شكل التحالفات السياسية والاقتصادية والعسكرية، مضيفًا: "ما يجري الآن ليس مجرد نزاع حدود، بل صراع وجود بين نظام عالمي قديم وآخر جديد يتشكل على أنقاضه".