للزعيم الصينى ماوتسى تونج مقولة شهيرة تقول: "ليس هناك مناطق غير منتجة بل عقلية غير منتجة وليس هناك وطن فقير بل عقل فقير" وتذكرت تلك الحكمة عندما قرأت عن رجل أعمال هندى ناجح كرس شبابه لتكوين ثروة صغيرة يبدأ بها عمله الخاص وحدث أن عرض عليه أحد السماسرة مزرعة لشرائها وأعجب الشاب بالمزرعة دون تفقدها ومعرفة محتوياتها فقرر شراءها ولكنه فوجئ بعد اتمام عملية الشراء بأن المزرعة مليئة بالافاعى السامة والتى يصعب طردها من المزرعة الضخمة ولكن الرجل أعمل عقله وقرر بناء معملا صغيرا فى المزرعة لاستخلاص السموم من الأفاعى وبيعها لمعاهد البحوث وشركات الأدوية والتى تحتاجها بشدة فى أبحاثها وتصنيع الأدوية وبأسعار غالية ثم قام بتطوير المعمل الصغير الى انشاء مصنع ضخم لاستخلاص وتعبئة سموم الأفاعى لتوسيع سوق مبيعاته فعرض عليه أحد رجال الأعمال المشاركة لانشاء مصنع ضخم لتصنيع الأدوية فوافق وأصبح الآن من أكبر وأثرى رجال الأعمال فى الهند وربما لو صادف شخص آخر تلك الصدمة فى بداية حياته لحزن ولعن حظه السيئ وحاول كل جهده التخلص من تلك المزرعة المليئة بالأفاعى السامة أو قام بحرق الأشجار للتخلص منها لكنه العقل والاصرار على النجاح وخلق فرصة من العدم أثمرت نجاحا أما هذا الشاب الأمريكى فقد تقدم للعمل كعامل نظافة بشركة مايكروسوفت وتم قبوله وطلب منه مسئول التوظيف كتابة بريده الالكترونى ليرسل له مهام عمله فاعتذر الشاب بعدم امتلاكه بريدا الكترونيا ولا حتى جهاز كومبيوتر لفقره فتلقى ردا صاعقا من مسئول التوظيف بأن من ليس لديه بريدا الكترونيا فليس له وجود ومن ليس له وجود فلا يحق له العمل وعاد الشاب حزينا لايملك فى جيبه سوى عشرة دولارات وفى الطريق وجد رجلا يبيع الطماطم فى الطريق وتتجمع الناس حوله فأعجبته الفكرة وقرر شراء صندوق طماطم بالمبلغ الذى معه ووقف يبيعه وكسب دولارات معدودة فاشترى بها صناديق أكثر وبدأت تجارته تزدهر فاشترى سيارة لتوزيع الخضروات والفاكهة على المطاعم وازدهرت تجارته أكثر وأصبح الآن يمتلك أكبر اسطول سيارات فى أمريكا لنقل وتوزيع الخضروات والفاكهة وغيرها ومايزال مصرا على عدم امتلاك بريد الكترونى للآن أما العامل البنجالى الفقير الذى أراد نقل زوجته المريضة لأقرب مستشفى ولكن طول الطريق تسبب فى وفاة زوجته بسبب وجود جبل هائل يعيق المسافة الى المستشفى ويضطر كل من يريد الذهاب للمستشفى الالتفاف حوله فقرر أن يقوم بهدم الجبل بنفسه بالرغم من عدم امتلاكه سوى شاكوش وأزميل فقد ظل طوال اثنين وعشرين عاما يهدم فى الجبل بأدواته البسيطة وكل من يمر به يسخر منه مما كان يزيده اصرارا حتى نجح فى هدم الجبل وتمهيد طريق أقصر للمستشفى لخدمة قريته فكرمته الحكومة البنجالية وأطلقت اسمه على الطريق والخلاصة أنه مع اعمال العقل والاصرار وعدم والياس فيمكن تحقيق المعجزات واذا أقفل الله بابا فى وجهك فتأكد بأنه سيفتح لك بابا آخر فيه الخير ويقول تشرشل أن النجاح هو المضى من فشل الى فشل دون أن يفت ذلك من عضدك وهناك حكمة تقول أن الفاشلين يفكرون فى عواقب الفشل أما الناجحين فيحلمون بمزايا النجاح وعلى شبابنا الواعد عدم اليأس من الرفض والفشل والمحاولة دون كلل لأن الله يكافئ دائما المجتهد ومن لديه يقين بالنجاح