ناقد فني: التمثيل أقوى عناصر الدراما.. والخلل في النصوص


أكد الناقد الفني ورئيس مهرجان السينما الأسبق شريف الشوباشي أن الدراما لا يمكن فصلها عن سياق الإبداع الثقافي والوطني، مشيرًا إلى أن الفن الحقيقي هو مرآة للمجتمع، يحمل رسائل عميقة ويعزز من الهوية والانتماء.
واستعرض الشوباشي جذور الدراما تاريخيًا خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، قائلاً: "الدراما ظهرت منذ زمن بعيد، ولها أصول تعود إلى المسرح الإغريقي، حيث يُعد 'تِسبِيس' أول من تقمص شخصية غيره على خشبة المسرح، وهو ما اعتبره أرسطو تطورًا مفصليًا في التعبير الفني قبله، كان هناك من يروي الحكايات دون تمثيل أو تجسيد، تمامًا مثل الحكائين الشعبيين الذين كانوا يحملون الربابة في مجالس السرد."
وأوضح أن جوهر الدراما يكمن في تقمص الشخصيات وتقديم الواقع بعيون متعددة، وهو ما يتطلب نصوصًا قوية تعبر عن قضايا الناس وتستنهض الروح الوطنية، قائلًا: "علينا أن نبدأ من الورق.. الكتابة أولاً، فالنص هو حجر الأساس لأي عمل درامي ناجح."
وانتقد الشوباشي ضعف المحتوى الدرامي مؤخرًا، متسائلًا: "هل نملك الآن كاتبًا بحجم نجيب محفوظ؟ ليس بالضرورة أن نملك محفوظًا في كل جيل، لكننا نمتلك مبدعين كبارًا مثل محمد جلال عبد القوي، ومحمد سليمان، وغيرهم ممن يستطيعون تقديم نصوص قوية إذا ما تم منحهم الفرصة."
وتابع: "الإبداع ليس قرارًا سياسيًا أو إداريًا، بل هو موهبة تنمو وتثمر إذا توفرت لها البيئة الحاضنة لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يصدر قرارًا بتعيين شخص كمبدع، لأن الإبداع ينبع من الداخل، وله سر خاص."
وأكد أن مصر غنية بالطاقات الفنية المبدعة، موضحًا: "لدينا خامات ممتازة من الكتّاب والممثلين والمخرجين، وما نحتاجه هو منظومة احترافية تخرج هذه الإمكانيات إلى النور."
وأضاف: "التمثيل في مصر هو أقوى عناصر الدراما، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، ونشهد باستمرار أجيالًا من الممثلين المتميزين، لكننا بحاجة إلى كاتب متمكن، وحوار واقعي، ومخرج يملك رؤية."
وختم الشوباشي حديثه بالتأكيد على أن بناء دراما وطنية قوية يبدأ من احترام النص وتقدير المبدع، لأن الفن ليس مجرد أداء، بل رسالة وذاكرة وهوية.