علق الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، على الجولة الحالية التي يجريها الرئيس الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة دول الخليج، مشيرًا إلى أن بعض تصريحاته حملت طابعًا إيجابيًا نسبيًا، وهو ما تفاعلت معه وزارة الخارجية المصرية بالتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والإسراع في تنفيذ عمليات تبادل الأسرى، تمهيدًا لإعادة إعمار قطاع غزة.
وأوضح الرقب في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه التحركات تُقابل في المقابل بتصريحات إسرائيلية متشددة، أبرزها تصريحات وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي دافيد أمسالم، الذي أعلن رفضه الكامل لأي محاولة لإقامة دولة فلسطينية، بل ورفضه لأي تدخل خارجي في هذا الملف، مؤكدًا أن هذا يعكس تعنتًا إسرائيليًا غير مسبوق في وجه كل مبادرات التهدئة أو الحلول السياسية.
وأشار الرقب إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي ستُختتم بالإعلان عن مشروع سياسي جديد للمنطقة، وأن الجميع يترقب ما ستحمله الأيام القليلة القادمة، مؤكدًا أن واشنطن تمارس ضغوطًا تهدف لوقف إطلاق النار قبل عودة ترامب إلى المنطقة، غير أن هذه الضغوط حتى الآن لم تنجح في كبح جماح التطرف الإسرائيلي.
وكشف الرقب عن وجود تحركات أمريكية عبر وفود في الدوحة والقاهرة لمحاولة إحياء مبادرة تهدئة جديدة، مشيرًا إلى أن هناك مفاوضات غير مباشرة جارية، وأن هناك اقتراحًا جديدًا قيد الدراسة يختلف عن الطرح السابق الذي تم تقديمه في مارس الماضي.
أضاف: وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المبادرة الجديدة تتضمن الإفراج عن دفعة أولى من الأسرى الإسرائيليين، مقابل هدنة قد تمتد لسبعة أو ثمانية أسابيع، يتبعها التفاوض بشأن دفعة ثانية.
ورأى الرقب أن حركة حماس كانت تفضّل اتفاقًا شاملاً يتضمن هدنة واحدة وإطلاقًا جماعيًا للأسرى، لكن الظروف الحالية قد تدفع نحو تبني صيغة مرحلية.
وختم الرقب تصريحاته بالإشارة إلى أن ملف الأسرى الإسرائيليين لا يزال محوريًا في هذه المفاوضات، وأن وجودهم داخل غزة يمنح فصائل المقاومة أوراق قوة حقيقية، معربًا عن أمله في أن تنجح هذه المبادرات في إنهاء العدوان وفتح أفق سياسي جديد يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.