خط أحمر
الخميس، 15 مايو 2025 04:12 مـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

خارجي

القبض على ملك ألمانيا وسقوط جواسيس من أوكرانيا.. ماهي الرسائل والتداعيات؟

خط أحمر

استيقظ الألمان يوم الأربعاء، على خبر تناقلته جميع أجهزة الإعلام، وهو القبض على شبكة جواسيس تتكون من ثلاثة مواطنين يحملون الجنسية الأوكرانية، ولكن المثير أن هذه الشبكة تعمل لمصلحة روسيا طبقا لاتهامات الادعاء العام وأجهزة الأمن الألمانية ! وقبلها بيوم – الثلاثاء - ألقت أجهزة الأمن وجهاز حماية الدستور – الاستخبارات الألمانية الداخلية- القبض على ملك ألمانيا المزعوم مع عدد من أتباعه.

ضربات أمنية مكثفة، تحمل رسائل سياسية يريد المستشار الجديد لألمانيا السيد فريدريش ميرتس وحكومته توجيهها للداخل والخارج في مستهل عمل حكومته، ويتزامن هذا مع أول خطابً سياسي رسمي للمستشار ميرتس ألقاه في البرلمان – البوندستاج – مساء اليوم الثلاثاء شرح فيه سياسة حكومته الجديدة في المرحلة المقبلة.

مواطنو الرايخ

فما هي قصة ملك ألمانيا وحرب الجواسيس بين ألمانيا وروسيا وما الرسائل التي تريد حكومة ميرتس الجديدة إرسالها ؟

رغم سقوط آخر إمبراطورية ملكية في ألمانيا – الرايخ الثالث – بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى إلا أن هناك بعض الألمان لايزالون يعيشون في الماضي ويحنون الي دولة "الرايخ" التي كانت تضم أجزاءٌ من النمسا وبولندا وفرنسا، هؤلاء يطلقون علي أنفسهم "مواطنو الرايخ" لا يعترفون بالحكومات الألمانية ولا بالدستور ولا بأجهزة الدولة الألمانية ويميلون إلى الاعتقاد بنظرية المؤامرة وبعض الأفكار النازية العرقية المعادية للملونين ، عددهم غير معروف على وجه الدقة وينتشرون في معظم الولايات الألمانية خاصة في الجزْء الشرقي من ألمانيا بالإضافة الي ولاية بافاريا جنوب ألمانيا، وينظمون بعض الفعاليات الخاصة بهم ويرتدون أزياء معينة ويحلقون رءوسهم، إلي هنا – تبدو الأمور طبيعية بالنسبة للقوانين الألمانية التي تضمن حرية الاعتقاد والتعبير عن الرأي ولكن حدث في ديسمبر 2021 ، أن قام بعض منتسبي" مواطنو الرايخ " بقتل شرطي ألماني حينما حاول القبض عليهم في مدينة ميونيخ ، وبدأت أجهزة الأمن خاصة هيئة حماية الدستور – الاستخبارات الألمانية الداخلية – وضعهم تحت المراقبة باعتبارهم جماعة يمنية متطرفة خاصة بعد أن عثرت علي أسلحة ومعدات شبه عسكرية في حيازتهم ،

وتابعت "بوابة الأهرام" تطورات القضية في عدة تقارير حينئذ

مملكة المانيا

لجأت الحركة بعد ذلك إلى انشاء مجموعات عنقودية للهروب من المراقبة الأمنية ومنها ما يسمى بمملكة ألمانيا التي قامت أجهزة الأمن أمس باقتحام مقراتها في عدد من المدن بعد أن حصلت علي تصريح من الادعاء العام باعتقال قيادتها ، وطيقا لوكالة الأنباء الرسمية الألمانية – دبا – فقد تم اعتقال ملك ألمانيا المزعوم ويدعى" بيتر فيتسيك" وأربعة من أعوانه ، وفند وزير الداخلية الجديد الكساندر ديبريندت أسباب القبض علي الملك واتباعه موضحا أنهم أنشأوا كيانا موازيا للدولة علي خلاف الدستور والقانون يشمل بنكا خاصا بتعاملاتهم المالية وبطاقات هوية ومستندات خاصة بمملكتهم ومطبعة لطبع هذه المستندات ! وعلى القور استصدر قرارا من المحكمة الاتحادية العليا في كارلسروه – والتي تتولى محاكمة التنظيم - بحظر "مملكة ألمانيا "!

جواسيس روسيا المزعومين

واليوم أعلن الادعاء العام الاتحادي ومقره مدينة كارلسروه –حيث مقر المحكمة الدستورية العليا الألمانية – القبض على ثلاثة مواطنين يحملون الجنسية الأوكرانية مشتبه بهم في تنفيذ عمليات تخريبية في ألمانيا تم تجنيدهم من قبل المخابرات الروسية ، وتمت العملية بالتنسيق مع أجهزة الأمن في سويسرا – طبقا لما أوردته أجهزة الإعلام الألمانية – حيث تم القبض على أحد المشتبه بهم في سويسرا وتم القبض على الآخرين في مدينتي كولونيا وكونيستانتس ، وندد المستشار ميرتس في خطابه بالبرلمان الألماني اليوم بمحاولات روسيا زعزعة الأمن والاستقرار في أوروبا وألمانيا – عل حد زعمه – وشدد علي أن حكومته ستتصدى بقوة لأي محاولات روسية لزعزعة الأمن في بلاده منوها باستمرار دعم بلاده بقوة لأوكرانيا .

رسائل للداخل والخارج

ولكن تبقى التساؤلات مشروعة ومنطقية لماذا الإعلان عن هذه الضربات الأمنية الآن وهل تحمل رسائل سياسية كامنة من حكومة ميرتس الجديدة؟ ولمن هذه الرسائل؟

ما يدعو الى طرح هذه التساؤلات هو أن جماعة "مواطنو الرايخ " وما يتفرع منها من جماعات يمينية متطرفة تمارس أنشطتها العلنية والسرية منذ فترة طويلة ، والكل يعرف أن هذا التنظيم لا يعترف بالدستور الألماني ، بل تنتشر في ألمانيا جماعات أخري يمنية متطرفة وترفع شعارات عنصرية وعرقية مخالفة للدستور الألماني ومنها جماعة "مواطنون أوربيون ضد أسلمة الغرب " المعروفة اختصارا باسم حركة "بيجيدا " وكانت تنظم مظاهرة أسبوعية علنية في مدينة دريسدن ، ترفع شعارات ولافتات عنصرية واضحة علي مرأى ومسمع من الجميع بل إن الشرطة الألمانية كانت تتولى حماية هذه المظاهرات وتأمينها ، وحينما سألت "بوابة الأهرام" أحد قيادات الشرطة الذى كان يشرف على تأمين المظاهرة - والتي رفعت صورة كبيرة مصطنعة للمستشارة ميركل وهي ترتدى الحجاب الإسلامي وتحتها كتابات تطالب بالإعدام في صيف 2018- كيف تسمحون لهذه الجماعات برفع الشعارات العنصرية علنا الموجهة ضد المسلمين والمهاجرين ، أجاب حينها أن المظاهرة قانونية لأن المنظمين حصلوا على تصريح وأن القانون الألماني لا يجرم الأفكار ويحمى التعبير عنها !! ، لبس هذا فقط بل تنتشر في ألمانيا لدي المجموعات الشبابية من عائلات النخبة في ألمانيا منذ العام الماضي أغنية شعبية عنصرية يرددها الشباب ويرقصون عليها في تجمعاتهم تتضمن كلماتها "ألمانيا للألمان والأجانب يخرجوا منها " وكانت هذه الظاهرة قد بدأت في أحد الشواطئ التي يرتادها أثرياء ألمانيا على بحر الشمال الصيف الماضي ، صحيح أنها قوبلت بالاستهجان من قبل بعض أطياف المجتمع الألماني لكن لم تكن هناك أي إجراءات قانونية أو أمنية.

لكن على ما يبدو من هذه الحملات الأمنية أن حكومة المستشار شولتس تظهر العين الحمراء منذ بداية عملها ،وأرادت أن ترسل رسالة واضحة لكل هذه الجماعات والمجموعات المتطرفة يمينا ويسارا مفادها أن التساهل مع مثل هذه الممارسات والمجموعات قد انتهي ، خاصة ميرتس نفسه صرح أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية أن المحافظة على الأمن والاستقرار ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية يتطلب الشدة أحيانا والمواءمة بين أمن الوطن من ناحية وحريات التعبير والاعتقاد من ناحية أخرى، وفى هذا الاطار أيضا يأتي الكشف عن شبكة الجواسيس المشتبه فيهم أنهم يعملون لمصلحة المخابرات الروسية ، في رسالة واضحة للكرملين أن حكومة ميرتس مستعدة للتصعيد سواء من حيث زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا أو التصدي بقوة لمحاولات روسية مزعومة فيما يسمى بالحرب الهجينة داخل ألمانيا أو أوروبا، خاصة بعد رفع سقف المواجهة الأوروبية مع روسيا خلال القمة الرباعية ألأوروبية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي في كييف الأسبوع الماضي.

ملك ألمانيا جواسيس أوكرانيا الرايخ خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة