أكد اللواء الدكتور محمد البكري، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن الشائعات ليست مجرد أخبار كاذبة، بل أدوات ممنهجة تُستخدم بشكل مدروس من قبل تنظيمات وأجهزة معادية لتحقيق أهداف خبيثة تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة وإرباك وعي المواطن.
وأوضح البكري خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه الحرب النفسية تستهدف الفئات الأضعف في المجتمع، عبر استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الخاصة، وبث رسائل تشكيك متواصلة في المؤسسات الوطنية والواقع المعيشي.

وأشار إلى أن التاريخ يؤكد أن بناء أي دولة يبدأ بترسيخ مؤسساتها وتقوية جيشها، وهو ما يدفع الجماعات الإرهابية إلى استهداف الجيش والمؤسسات السيادية، كما تفعل جماعة الإخوان الإرهابية التي وصفها بأنها “تجار دم لا يعرفون للوطن حدودًا ولا قيمة”.

ولفت إلى أن الجماعة الإرهابية كانت تسعى لاختراق سيناء عبر إصدار بطاقات هوية مزورة لعشرات الآلاف في العريش، بهدف السيطرة على الأرض والتمدد في رفح، لولا التدخل الحاسم للقوات المسلحة، التي حمت الدولة من هذا المخطط الممنهج، مؤكدًا أن الجيش يعمل لصالح الوطن وليس لمصلحة حكم أو جهة.

وشدد البكري على أن تلك التنظيمات تعتمد على نشر الشائعات المتعلقة بنقص السلع وغياب العدالة الاجتماعية، بهدف خلق حالة من الإرباك والهلع في الشارع، وإجبار المواطنين على التزاحم والتكالب على الأسواق، ما يؤدي إلى افتعال أزمات مصطنعة تضرب الاستقرار الاقتصادي.

وأكد أن دور الإعلام والتوعية الشعبية بات ضروريًا أكثر من أي وقت مضى، للتصدي لموجات الشائعات، مطالبًا بفضح تلك المخططات وتحصين وعي المواطن، خصوصًا في ظل استخدام أدوات إلكترونية حديثة لبث الأكاذيب بطريقة احترافية.