خط أحمر
الجمعة، 3 مايو 2024 06:51 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

عبير سليمان تكتب: كم عزرائيل بيننا يشبه موظف القطار

خط أحمر

وكأن كتب علينا حتى وقت تطبيق القانون أن نفتقد روحه ونتطرف في خشونة تنتهي بكارثة تحزن القلب وتكوي الوجد وتنبأنا ببتر الرحمة من أعماق الروح.. حيث خرجت علينا فاجعة تحصد روح شاب تحت عجلات قطار الصعيد وتقطع ساق شاب آخر. لعدم قدرتهم على سداد قمية التذكرة المقدر ثمنها بقيمة ٣٠ جنيها.. هكذا آت القتل والاستهتار وشريعة الغاب ترفع أجراس المزادات التي امتزجت بين صفافير وتحذيرات قطار الحياة الذي دفعه قطار السفر وقطار الشقى وقطار الفقر  ليسود الظلم والافتراء على خلق الله المطحونين بأوجاع الزمن والحاضر وتغول الناس. . ليكون ثمن روح بني أدم  ٣٠ جنيها مصري نعم ٣٠ جنيها "يا بلاش".

في واقع عزت فيه النخوة والغيرة وعنفوان الرجال.. كأننا على مسرح عبثي جميع من فيه متفرجين حتى الممثلين لا أحد فاعل ولا أحد مرشد ولا أحد واعظ ولا أحد محرك لضمير كان هنا أو هناك... نعم هكذا قتل الشبان أمام الخلق وفي زهو وافتخر سيادة قانون الدفع والالتزام بتعريفة القطار هذه التعريفة التي فضحت عمي ضمائرنا وأكدت أن أحيانا المواطن الفقير منا "لا يسوي تعريفة" أصر الموظف ان ينظف قطاره من أي تسول كان من أي متسرب من أجرة فاقر قانون فوقي هتلري نازي تطهيري أني منظف لقطار لا يمكن أن يركبه فقير بلا أجره.. فقرر الموظف صاحب الالتزام باللائحة منعدمة النظر والفهم  أن يقفزوا بلا عودة وربما بلا حياة أمام مشاهدين  شاركوه بصمتهم في جريمته العمدية .. فلا يهم هنا أن يموتوا أو "يتحرقوا بجاز" كما حرق سابقا سائق قطار مدمن أبرياء وقال بدم بارد "معلش ماقصدش نسيت أرجع العصاية مكانها" باستهتار تام وغياب للرشد والرحمة وأدنى المشاعر التي فضلنا الله بها عن الحيوان.. نحن نعيش ألما نعاصره بقرب مبين وعهر فج هذا ليس حلم ولا كابوس ولكنه واقع إذا لم نغيره جميعا سيلتهمنا بلا رحمة ولن يفلت أحد.. فالموظف العزرائيل الذي نصب نفسه قابض لروح كل من ليس له ثمن من وجهة نظره ليس إلا انعكاس طبيعي لملامح ثقافة الإهمال والاستهتار والغباء والتغول الذي عززهم الفساد.. الفساد الذي أرهق الدولة والشعب وإهدر الجهود وأذل العزيز ورخص الروح وقتل الطفل والمرأة والشيخ والشاب دون أن تتأثر منظومته قيد أنملة.. نحن لا نحتاج صحوة ضميرية وحسب.

نحن نحتاج إنسانية تعيد بناء سلوكنا وحياتنا من جديد.. نحن نحتاج إلى منظومات محاسبة فاعلة وإجراءات وخطوات تضمن أن يكون بناء الهكيل الإداري والوظيفي خالي من العطب والعفن الذي عشش داخل النفوس فهوت في درك أسفل عميق جدا.. أدمي قلوبنا من ممارسات أوجتنا.. وأدمت عيننا.. ليتنا ندرك أن الرحمة والإنسانية لا تتضارب مع الالتزام وتطبيق القانون.

عبير سليمان كم عزرائيل بيننا يشبه موظف القطار خط أحمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر