إذا نظرنا بإمعان لأهم أسباب تقدم الدول فنجد أن العمل الجماعى وروح الفريق الواحد من أهم الأسباب وتجد أن الدول الصناعية المتقدمة تطورت بسرعة بفضل العمل الجماعى وهم ينمون ذلك فى النشء منذ صغرهم فهنالك دائما مجموعات للعمل فى المدرسة وفى الرياضة وحتى فى العمل المجتمعى ويربون فى نفوس الشباب حب الفريق وإيثار النفس لصالح الجماعة فتجد فرق الأبحاث العلمية تعمل سويا لابتكار أو اختراع أو اكتشاف يعم بالفائدة على المجتمع.

وأذكر أن العالم الراحل زويل عنما سئل عن اكتشافه للفيمتو ثانية انه لم ينسب الفضل لنفسه بل لفريق البحث الذى عمل معه وأيده أيضا العالم الجليل مصطفى السيد مكتشف علاج السرطان بتسخين جزيئات الذهب أن أحال الاكتشاف الى روح الفريق.. وفى داخل وكالة الفضاء ناسا والتى ترتقى باكتشافاتها واختراعاتها عن بلد المنشأ أمريكا بخمسين عاما والتى غزت الفضاء وأرسلت مركبات فضائية لابعد الكواكب فلا تستطيع ذكر اسم واحد وراء تلك الانجازات إنما هو فريق العمل ككل وفى عالم الانشاءات لا يتم بناء مشروع كبير أو صغير إلا بفضل عمل جماعى من المطور إلى المصمم إلى الممول إلى المقاول فيعمل الجميع كفريق واحد لانجاز أى عمل هندسى رائع حتى فى الجراحة فتجد الجراح الكبير يجرى العمليات بمساعدة فريق من الأطباء والممرضين يعملون معا لانقاذ حياة مريض.

معظمنا يعشق الكرة المستديرة ويدرك جيدا أن الفرق الكبرى والتى تحصد الميداليات والبطولات تعمل معا كفريق عمل واحد فلا يستطيع نجم مهما علا شأنه أن يحرز أهدافا الا بمساعدة أعضاء الفريق فالمدرب يضع الخطة ويعطى كل لاعب مهامه ويعتمد نجاح الفريق على أداء والتزام كل لاعب بمسئولياته وتعاونه مع الآخرين وأثناء حدوث الكوارث مثل الحرائق أو الفيضانات وغيرها تجد أن تحجيم الخسائر يحتم وجود عمل جماعى سواء من الاهالى أو رجال الانقاذ أو الإطفاء.

وما أشد احتياجنا للعمل فى بلادنا بروح الفريق الواحد بعيدا عن الأنا وحب الظهور وخطف الأضواء حتى ولو حساب بخس باقى الفريق حقهم والأمر يحتاج إلى تطوير مناهج التعليم وضرورة ابتكار مواد تعليمية تعتمد على العمل الجماعى بداية من التعليم الابتدائى وتكون الدرجات على مدى التزام الطلبة بروح الفريق الواحد ومنها تسرى تلك الروح لكافة الأعمال فى الدولة والقطاع الخاص وجميع مناحى الحياة فيتعود الجميع على تقسيم المهام والمسئوليات بين الأعضاء ليكون المنتج النهائى نجاح أو فشل الفريق.