خط أحمر
السبت، 27 أبريل 2024 02:29 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

عبير سليمان تكتب.. اغتيال قانون الخلع

خط أحمر

تقدم أأحد النواب بمشروع تعديل قانون الخلع ليقتصر على علة الضعف الجنسي عند الزوج.. هذا المقترح الذي هلل له الكثيرين تحت مظلة حماية الأسرة المصرية والحد من الطلاق.. ذلك دون الالتفات أنه سيحقق فضيحة أي فضح لرجل قد يكون أب أو ابن... وأن الخلع أتي من امرأة هي الزوجة تري أنه لا ينبغي أن تفضح تفاصيل زوجية وتجعلها مشاع وترغب أن تنفصل بالمعروف دون النيل من كرامة رجل اقترن بها.

وبدلا من أن نعزز هذا المسار يحتلنا الغرور الذكوري في حب السلطوية على زوجة لا ترغب في استكمال الزواج غصبا، فهذا المقترح سيجعل العلاقات الزوجية لا تنفض إلا بمزيد من الاحتقان والمشاحنات والافتراءات التي لن تطول سمعة الرجل أي الزوج وحده ولكن ستنال من أسرته ومن ابناءه في مجتمع يجيد  الثرثرة.. لنجد بهذا المقترح تشريع لمسار يجعل المناخ الأسري بعد الخلع أسوء... ناهيك عن الاجحاف الشديد الذي سيقع على المرأة المعنفة أو التي تزوجت من رجل عويل أو مدمن أو سجن.

للأسف النظرة والسطوة الذكورة التي ترغب وتسعى لاغتيال قانون الخلع لا ترى إلا بعين واحدة وقد تكون هذه العين أيضا بها ضعف رؤية.. فتحت مزاعم أن الطلاق زاد بسبب الخلع ذلك استسهالا تلجأ له المرأة .. ورغم أن الوصف الأخير لا يمكن أن إلا نتفق معه نسبيا أن أحيانا يتم استسهال تطليق المرأة نفسها وهذا في حالات قليلة جدا.. إلا أن الخلع يعد انتصارا قويا للأنسانية والشرع وللأسرة قبل أن يكون انتصار حقوقي للمرأة لأنه يعطي الحق التام للمرأة في تطليق نفسها كونها إنسان يستحق هذا إذا كانت متضررة كما اتفق الشرع في ذلك واقرته المنابر الفقهية ومعنية بالفتوي أن من حق المرأة أن تفتدي نفسها حتى تخلص من شريك يقع عليها ضرر واقتصر المشرع على مقولة بديعة الحياء وراقية الوصف حين تحاجج المرأة بأنها ترغب في تطليق نفسها لأنها بغضت المعاشرة وتخاف ألا تقيم حدود الله.

مما يعني عدم المساس في الوصف بالطرف الأخر أو التبحر في أمور قد تجعل أسرار الرباط المقدس التي لا ترغب المرأة في فضحها حتى لا يكون "موت وخراب ديار"، وهذا أمر يحترم، وحيث أن الطلاق خلعا يختلف عن الطلاق للضرر التي تثبت فيه المرأة ضررا يقع عليها لتطلق وفي ذات الوقت تحتفظ بحقوقها مما يعني تقديم إثبات لهذا الضرر  من إهانة أو ضرب أو سوء معاشرة أو تعاطي مخدرات أو غيرها.. ذلك المسار التي قررت المرأة التي هي زوجة ألا تخوضه تجنبا لأمر ما يخصها ويخص تقديرها.. لتفتدي نفسها وتتنازل عن الحق لتحصل على العتق من علاقة زوجية هي شريك فيها ولها اختيار وقرار بها أخذته.. وهذا حق أصيل كان لابد أن يسعى له الرجل قبل المرأة فمن هو الرجل المتسق العاقل الذي يرغب أن يمسك بزوجته رغما عن إرادتها.

فتلك الدعوات ترغب أن تعيدنا مرة أخرى لما هو قبل الجاهلية لتبقى العصمة والقوة والحكم والبت والفصل بيد الذكور أقصد الرجال دون المرأة كأننا نسينا آلاف النساء الذي كانوا يتضررن عشرات السنوات دون الحصول على الطلاق وهم يتلطمون في أروقة المحاكم... إن هذا المقترح فضيحة وليس خلاص.

عبير سليمان محاولة اغتيال قانون الخلع خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك القاهرة
بنك مصر