خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 01:41 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

المهندس السيد طوبا يكتب.. عظماء لا نعرفهم

خط أحمر

فى حياتنا عظماء كرسوا حياتهم لأهداف إنسانية بحتة، فعملوا فى هدوء ومنهم من رحل عن عالمنا ومنهم ما يزال يعطى بلا حدود ولكن فى صمت دون صخب أو دعاية أو إعلانات ويشرفنى إلقاء الضوء على بعضهم باختصار مثالا للأجيال الحالية والقادمة.

وأبدأ بالدكتور عبد الرحمن السميط الطبيب الكويتى الذى عمل بالدعوة وترك الغنى والحياة المترفة بالكويت وذهب إلى الاسكيمو وتوغل فى مجاهل أفريقيا داعيا للتوحيد ونصيرا للفقراء وأصبح لديه حضورا طاغيا مما جعله عرضة لعدة محاولات اغتيال وتسمم من الميليشيات المسلحة لما استشعروا من خطورته عليهم وأنشأ مؤسسة خيرية لمساعدة الفقراء وقضى فى أفريقيا تسعة وعشرين عاما فى سبيل الدعوة وعلاج ومساعدة الفقراء وأسلم على يديه مايزيد عن أحد عشر مليون إنسان ولما أشتد به المرض عاد إلى موطنه حيث قضى نحبه عام 2013 مخلفا ميراثا رائعا من الزهد والتقوى وملايين الأفارقة يدعون له.

أما هشام الذهبى فهو شاب عراقى قام بتحويل بيته منزلا للاطفال اليتامى ويأوى فيه مايزيد عن أربعين طفلا تكفل باطعامهم وكسوتهم وتعليمهم وعلاجهم كل ذلك فى هدوء وصمت لوجه الله تعالى والسيدة هبة السويدى واحدة من العائلات العريقة الغنية نذرت حياتها لمساعدة المصابين بعد ثورة 2011 وقامت بعلاج ما يزيد عن أربعة آلاف مصاب على نفقتها الخاصة بل وأرسلت العديد من الحلات لتلقى العلاج بالخارج أيضا على نفقتها الخاصة بل وتعدى دورها الحدود لتساهم فى علاج العديد من مصابى الثورة الليبية حتى لقبت بأم الثوار وأسست جمعية أهل مصر لعلاج الحروق وأسهمت بشكل فعال فى انشاء أول مستشفى عالمى لعلاج الحروق بالمجان وما زالت تبذل كل وقتها ومالها لمساعدة المصابين بالحروق والأعمال الخيرية الأخرى وكل ذلك بدون صخب أو ضجيج أو استعراض فى وسائل الإعلام.

أما وارن بافت الملياردير الأمريكى والذى تقدر ثروته بخمسة وستين مليار دولار فقد قرر التبرع بنصف ثروته للاعمال الخيرية وأنشأ مؤسسة خيرية ضخمة لتطوير التعليم، و الرعاية الصحية ومحاربة الفقر المدقع وتوفير تكنولوجيا الاتصالات أما بيل جيتس أثرى أثرياء العالم وزوجته ميليندا فقد تبرعا بقرابة الثلاثين مليار دولار لانشاء مؤسسة خيرية لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والوقاية من الإيدز والصرف الصحي وتشاك فينى رجل الأعمال الأيرلندى الامريكى فقد تبرع بكامل ثروته البالغة ستة مليارات دولار أمريكى للرعاية الصحية والشباب والشيخوخة والفقر وحقوق الإنسان وفى الهند يوجد رجل اسمه أمكارناث يسمونه بابا الطب ويقوم الرجل بالسير يوميا على قدميه مايزيد عن السبعة كيلومترات لجمع الادوية الفائضة عن حاجة الناس لتوفيرها لفقراء الهند دون مقابل بالرغم من بلوغه الثمانين عاما.

وقصدت أن أضرب أمثلة متنوعة من جنسيات مصرية وعربية وغربية وأسيوية تختلف فى اللون والشكل والدين والعرق ولكن جمعتهم جميعا صفة انسانية ربما أصبحت نادرة هذه الأيام إلا وهى صفة العطاء بلا حدود وخدمة الإنسانية بدون مقابل والعمل الخيرى فى صمت وكل منا فى حدود غناه أو فقره وما يزيد عن حاجته من مال أو ملبس أو دواء يستطيع أن يسعد به بشرا هم فى أمس الحاجة لهذا الفائض وهى ثقافة يجب غرسها فى النشء منذ صغرهم ليتعلموا معنى العطاء والنظر بعين الاعتبار للمحتاجين والفقراء حتى ولو بابتسامة أو كلمة طيبة فليس العطاء مقصورا على الأغنياء فقط بل وعلى الفقراء أيضا وفى حديث قدسى أن الله يحب الكرماء ولكن حبه للفقير الكريم أشد.             

السيد طوبا عظماء لا نعرفهم خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة