خط أحمر
الإثنين، 5 مايو 2025 01:44 صـ
خط أحمر

صوت ينور بالحقيقة

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

رئيس مجلس الإدارة محمد موسىنائب رئيس مجلس الإدرةأميرة عبيد

مقالات

الدكتورة.. ميار الببلاوي تكتب.. حكاية منال

خط أحمر

استدعيتها فهرولت إلي وليس ذلك عهدى بها فكم أكابد من تدللها وأعانى  من تعنتها فى التواجد لا أخفى عليكم  لها كل الحق  فما أصعب أن أزرع فى نفس بهجة فى وسط شجن أو فى عقل فكرة وإبداع فى عصر المكن فهى ملكة ولطالما تحكمت فى مبدعين على مر الأزمان لا تتعجبوا وتتسائلوا من هى وأين عرشها إنها ملكة الكتابة وعرشها عقلى وعقل كل من هو تحت إمرتها فتعجبت من هرولتها إلى هذه المرة.

ربما ما واجهته منذ بداية هذا الأسبوع من التوتر والقلق الذى سلمنى بعد سماع الخبر إلى حزن عميق وخوف دفين دعونى أقص لكم حكاية منال، منال هي فتاة مصريه جمالها مصرى تعلوه دائما ضحكه الرضا وحمره الخجل عاشت حياتها وحيدة فالوالده توفت وهى صغيره والأخ سافر لدبى بمجرد انتهائه من الجامعة فلم يكن فى حياة منال إلا والدها ونحن أصدقائها فى الجامعة فعاملتنا على أننا العوض عن  الإخوه كانت دافئة حنون لم تلبس فستانا أبيضا كبقية البنات ولم ترى لها أبناء كما الأمهات ولكنها ظلت طفلة مد لله من أبيها كانت ابنته وأمه وكان ابنها وابيها تعلقا ببعضهما لدرجه لا توصف ولكن لم يدر بخلدى أن يرحلا معا.

فعم محمود التهامى والدها سبعينى العمر وهى فى بدايه الأربعينات ولكن من يجروء أن يقول إن للفراق بالموت سن سافرت منال لتعمل كمدرسه فى الغردقه تلك المدينه الساحره أحبها الجميع واثنى عليها وعلى دماثه اخلاقها اولياء الأمور والزملاء وتعلق بها تلاميذها الذين كانت تغمرهم بحنان غريب ولكنها نزلت إلى القاهره فى عطلة أكتوبر ولم تعد لم تعد منال إلى عملها ولا الى الغردقه كلها عادت إلى ربها لتكون عروسا للجنة ٤ أيام من القلق والبحث بعدما أغلق الهاتف إثر صرخة لا ندرى ماذا ورائها الآن ٤ أيام فى سيارة مغلقة يقال إنها انقلبت فى طريق الجلالة بعدما فقدت منال سيطرتها على عجلة القيادة ٤أيام هى ووالدها فى هذا الطقس الحار المشمس فى هذه المنطقة الوعرة لانعلم من منهم شهد موت الثانى هل رأت أبيها وهو يلفظ أنفاسه وهى ما زالت على قيد الحياه وليس بيدها شيء هل رائها ابيها وقدفارقت الحياه ولم يتحمل لغز فى حادثة زميلة الجامعة منال تهامى وتساؤلات تكاد تدفعنى للجنون الممتزج بخوف كبير من خاتمتى واستنكار لما به هذا الطريق من انعدام للخدمات والإشارات والدوريات قضاء الله قد نفذ. 

وربما كانوا بعد انقلاب السيارة ما زالوا على قيد الحياة ربما كان هناك أمل فى انقاذهم ولكن عدم وجود كاميرات على الطريق ولا اهتمام بأرواح المسافرين والتعامل ببطيء شديد وصل إلى أربعة أيام حتى تحللت الجثث داخل السيارة شيء جعلنى أخاف والغى العديد من المناسبات التى تحتاج إلى سفر فى الوقت الراهن الطرق الجديده رائعة ولكن تنقصها الخدمات حتى لا تتكرر مأساة منال ووالدها رحمهم الله طريق العلمين الصيف الماضى سمى طريق الموت لكثرة من قضوا نحبهم عليه وطريق الجلاله الآن الجيش ينفذ الطرق على أكمل وجه ويبقى دور باقى الأجهزة المعنية بالمحافظة على حياة من يسيرون على هذه الطرق رحلت منال عروسا للسماء رحلت وسرها معها.

وكما قال زميلنا وسام الذى يعيش فى  روما العاصمة الإيطالية لايفيد أن نتسائل مالذى حدث فالروح صعدت لخالقها والجسد فانى ولكن دموعى أنا وداليا ونعمة وأميرة وخلود وكل من صديقاتها امتزجت بالحزنعلى زميله العمر  والخوف  من الخاتمه شكرا منال مجاهد فلولاك لما تذكر ولا لاحظ غيابها أحد شكرا شكرا لك ولزوجك لتمشيط الطريق والاستعانة بالبدو لهثا وراء بارقة أمل شكرا لكل مستشفى على طول الطريق هرعتى إليها وقلبك يتمنى ألا يكونوا هم من جاء خبر حادثتهم أواسيكى يا أخلص الأصدقاء وأواسى نفسى  اللهم أجعل ماقراءناه من قرآن وما دعونا به فى ميزان حسناتها وشكرا لكل أهالى منيا القمح مسقط رأس الشهيدة منال التى نحسبها كذلك فقد خرجوا عن بكرة أبيهم للجنازة فالمصدوم شهيد وهى كانت مسافرة لعملها ورزقها فمن سعى على رزقه وادركه الموت فهو شهيد شكرا محمد حسنى وتامر نبيل الذين سافروا نيابة عنا جميعا للجنازة وأخيرا شكرا يا الله إنك لم تترك منال وحيدة دون والدها ولم تتركه فى عجزة دونها فأجمع بينهم فى الفردوس الأعلى وادخلهم فسيح جناتك مع السلامة يا منال يا صاحبة الابتسامة والقلب الطيب  وللحديث بقية.

ميار الببلاوي حكاية منال خط احمر
قضية رأي عامswifty
بنك مصر
بنك القاهرة